كتاب تفسير العز بن عبد السلام (اسم الجزء: 3)

7 - {حَقَّ الْقَوْلُ} وجب العذاب، أو سبق في علمي {أكثرهم} الذين عاندوا الرسول [صلى الله عليه وسلم] من قريش لم يؤمنوا، أو ماتوا على كفرهم، أو قتلوا عليه تحقيقاً لقوله {فَهُمْ لا يؤمنون} .
{إِنّا جعلنا في أعناقهم أغلالاً فهي إلى الأذقان فهم مقمحون (8) وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون (9) وسواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون (10) إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرةٍ وأجرٍ كريمٍ (11) إنا نحن نحىِ الموتى ونكتب ما قدموا وءاثرهم وكل شيءٍ أحصينه في إمامٍ مبينٍ (12) }
8 - {أَغْلالاً} شبّه امتناعهم من الهدى بامتناع المغلول من التصرف، أو همَّت طائفة منهم بالرسول [صلى الله عليه وسلم] فغُلّت أيديهم فلم يستطيعوا أن يبسطوا إليه يداً {فِى أَعْنَاقِهِمْ} عبّر عن الأيدي بالأعناق لأن الغل يكون في الأيدي، أو أراد حقيقة الأعناق لأن الأيدي تجمع بالأغلال إلى الأعناق " ع " {إِلَى الأَذْقَانِ} مجتمع اللحيين والأيدي تماسها، أو عَبَّر بها عن الوجوه لأنها منها {مُّقْمَحُونَ} المقمح الرافع رأسه الواضع يده على فيه، أو الطامح ببصره إلى موضع قدميه " ح " أو غض الطرف ورفع [الرأس مأخوذ] من [البعير] المقمح وهو الذي يرفع رأسه ويطبق أجفانه في الشتاء إذا ورد ماء، أو أن يجذب ذقنه إلى صدره ثم يرفعه من القمح وهو رفع الشيء [إلى الفم] .
9 - {سَدّاً} عن الحق، أو ضلالاً، أو ظلمة منعتهم من الرسول [صلى الله عليه وسلم] لما هموا به. قيل: السُّد بالضم ما صنعه الله وبالفتح ما صنعه الناس.

الصفحة 34