كتاب تفسير العز بن عبد السلام (اسم الجزء: 3)

ليلتين متصلتين من غير نهار فاصل {وَكُلٌّ} الشمس والقمر والنجوم {فِى فَلَكٍ} بين الأرض والسماء غير ملتصقة بالسماء {يسبحون} يعملون، أو يجرون " ع "، أو يدورون كما يدور المغزل في الفلكة.
{وَءَايةٌ لهمْ أنا حملنَا ذريتهمْ في الفلكِ المشحونِ (41) وخلقنَا لهم من مثلهِ مما يركبونَ (42) وإن نشأْ نغرقهمْ فلاَ صريخَ لهمْ ولاَ همْ ينقذونَ (43) إلاَّ رحمةً مِّنَّا ومتاعاً إلى حينٍ (44) }
41 - {ذُرِّيَّتَهُمْ} آباءهم لأن منهم ذرى الأبناء والفلك: سفينة نوح أو الأبناء والنساء لأنهم ذرءوا الآباء حملوا في الفلك: وهي السفن الكبار أو النطف حملها الله - تعالى - في بطون النساء تشبيهاً بالفلك قاله علي - رضي الله تعالى عنه - {الْمَشْحُونِ} الموقر، أو المملوء.
42 - {وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِّن مِّثْلِهِ} خلقنا مثل سفينة نوح من السفن ما يركبونه " ع "، أو السفن الصغار خلقها كالكبار، أو سفن الأنهار كسفن البحار، أو الإبل تركب في البر كما تركب السفن في البحر " ح " والعرب يشبهون الإبل بالسفن.
43 - {فَلا صَرِيخَ} فلا مغيث، أو لا منعة {يُنقَذُونَ} من الغرق، أو العذاب.
44 - {إِلا رَحْمَةً} نعمة، أو إلا برحمتنا {إِلَى حين} الموت، أو القيامة
{وَإِذَا قيلَ لهمُ اتقواْ ما بينَ أيديكمْ ومَا خلفكمْ لعلكمْ ترحمونَ (45) ومَا تأتيهم مِّنْ ءايةٍ مِّنْ ءاياتِ ربهمْ إلاَّ كانواْ عنهَا معرضينَ (46) وإذَا قيلَ لهمْ أنفقواْ ممَّا رزقكُمُ اللهُ قالَ الَّذينَ

الصفحة 40