كتاب تفسير العز بن عبد السلام (اسم الجزء: 3)

75 - {جُندٌ} شيعة، أو أعوان أي المشركون جند الأصنام {مُحْضَرُونَ} في النار، أو عند الحساب، أو في الدفع عن الأصنام وهي لا تدفع عنهم. قال قتادة: كانوا في الدنيا يغضبون لآلهتهم إذا ذُكرت بسوء وآلهتهم لا تنصرهم.
{أَوَلَمْ يَرَ الإنسانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِىَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحْىِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِى أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكمُ مِّنَ الشَّجَرِ الأخْضَرِ نَاراً فَإِذَآ أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ (80) }
77 - {أو لم يَرَ الإِنسَانُ} أُبي بن خلف جادل في البعث، أو العاص بن وائل أخذ عظماً من البطحاء ففته بيده ثم قال يا محمد: أيحيي هذا الله بعد ما بلى. قال: نعم يميتك الله ثم يحييك ثم يدخلك جهنم فنزلت " ع " {خَصِيمٌ} مجادل {مُّبِينٌ} حجة، يجوز أنُ يذكِّره بذلك نعمه، أو يدله به على قدرته على البعث.
80 - {مِّنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ} الذي قدر على إخراج النار من الشجر مع ما بينهما من التضاد قادر على البعث. قيل تُقدح النار من كل شجر إلا العناب [158 / أ] / وقيل الشجر محمد [صلى الله عليه وسلم] والنار الهدى والنور الذي جاء به {تُوقِدُونَ} تقتبسون الدين.

الصفحة 46