كتاب تفسير العز بن عبد السلام (اسم الجزء: 3)

إلا عباد الله المخلصين (74) }
62 - {نُزُلاً} النزل الرزق الواسع أصله الطعام الذي يصلح أن ينزلوا معه {شجَرَةُ الزَّقُّومِ} قوت أهل النار مرة الثمرة خشنة اللمس منتنة الريح، ولما نزلت قال [كفار] قريش ما نعرف هذه الشجرة وقال ابن الزَّبَعْرَى الزقوم رطب البربر والزبد فقال أو جهل يا جارية أبغينا تمراً وزبداً ثم قال لأصحابه تزقموا هذا الذي يوعدنا محمد بالنار.
63 - {فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ} بما ذكرنا أنهم قالوه فيها، أو شدة عذاب لهم.
64 - {تَخْرُج فِى أَصْلِ الْجَحِيمِ} وصفها بذلك لاختلافهم فيها قال قطرب: الزقوم من خبيث النبات وهو كل طعام قتال، أو أعلمهم بذلك جواز بقائها في النار لأنها تنبت فيها قيل تنبت في الباب السادس وتحي بلهب النار كما تحي أشجارنا بالماء.
65 - {رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ} شبهها بها لاستقباحها في النفوس وإن لم تشاهد قال: امرؤ القيس:
(أيقتلنِي والمَشرفيُّ مُضاجِعي ... وَمسنُونةٌ زُرْقٌ كأنيابِ أغوالِ)

شبهها بالأغوال وإن لم ترها الناس، أو شبهها بحية قبيحة الرأس يسميها العرب شيطاناً، أو أراد شجراُ بين مكة والمدينة سمي رؤوس الشياطين.
67 - {لشَوْباً} مزاجاً {مِّنْ حَمِيمٍ} الحار الداني من الإحراق وسمي القريب حميماً لقربه من القلب والمحموم لقرب حرارته من الإحراق.

الصفحة 56