كتاب تفسير العز بن عبد السلام (اسم الجزء: 3)

{وإنَّ يونس لمنَ المرسلين (139} إذ أبقَ إلى الفلكِ المشحونِ (140) فساهمَ فكانَ منَ المُدَحَضينَ (141) فالتقمهُ الحوتُ وهوَ مُليمٌ (142) فلولاَ أنه كانَ من المسبحين (143) للبثَ في بطنهِ إلى يوم يُبعثون (144) فنبذناه بالعراءِ وهم سقيم (145) وأنبتنا عليه شجرةً من يقطين (146) وأرسلناه إلى مائةِ ألفٍ أو يزيدون (147) فآمنوا فمتعناهم إلى حين (148) }
139 - {يُونُسَ} بعثه الله - تعالى - إلى نينوى من أرض الموصل بشاطئ دجلة.
140 - {أَبَقَ} فر، والآبق المار إلى حيث لا يعلم به وكان أنذرهم بالعذاب إن لم يؤمنوا وجعل علامته خروجه من بينهم فلما خرج جاءتهم ريح سوداء فخافوا فدعوا الله - تعالى - بأطفالهم وبهائمهم فصرف الله - تعالى - عنهم العذاب فخرج مكايداً لقومه مغاضباً لدين ربه فركب في سفينة موقرة فلما استثقلت خافوا الغرق لريح عصفت بهم " ع " أو لحوت عارضهم فقالوا فينا مذنب لا ننجوا إلا بإلقائه فاقترعوا فخرجت القرعة عليه فألقوه فَأَمِنوا.
141 - {فَسَاهَمَ} قارع بالسهام {الْمُدْحَضِينَ} المقروعين، أو المغلوبين.
142 - {مُلِيمٌ} مسيء مذنب " ع "، أو يلوم نفسه على ما صنع، أو يلام على ما صنع.
143 - {الْمُسَبِّحِينَ} المصلين " ع "، أو القائلين {لاَّ إله إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ} الآية [الأنبياء: 87] ، أو العابدين، أو التائبين.
144 - {إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} إلى القيامة فيصير بطن الحوت قبراً له والتقمه ضُحىً ولفظه عشية، أو بعد ثلاثة أيام، أو سبعة، أو أربعين.

الصفحة 66