كتاب تفسير العز بن عبد السلام (اسم الجزء: 3)

الأحزابُ (13) إن كل إلا كذبَ الرسلَ فحق عقاب (14) وما ينظرُ هؤلاء إلا صيحةً واحدةً ما لها من فواق (15) وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب (16) }
12 - {كَذَّبَتْ} أنث لأن القوم تذكر وتؤنث، أو هو مذكر اللفظ ولا يجوز تأنيثه إلا أن يقع المعنى على القبيلة والعشيرة. {الأَوْتَادِ} أي الكثير البنيان والبنيان يعبّر عنه بالأوتاد، أو كانت له ملاعب من أوتاد يلعب له عليها " ع "، أو كان يعذب الناس بالأوتاد، أو أراد أن ثبوت ملكه وشدة قوته كثبوت ما شد بالأوتاد.
13 - {وَثَمُودَ} قيل عاد وثمود أبناء عم بعث الله إلى ثمود صالحاً فآمنوا فمات صالح فارتدوا فأحياه الله - تعالى - وبعثه إليهم وأعلمهم أنه صالح فأكذبوه وقالوا: قد مات صالح فأتِ بآية إن كنت من الصادقين، فأتاهم الله - تعالى - بالناقة فكفروا وعقروها فأهلكوا " ع "، أو بعث إليهم صالح شاباً فدعاهم حتى صار شيخاً فعقروا الناقة ولم يؤمنوا حتى هلكوا {وَقَوْمُ لُوطٍ} لم يؤمنوا حتى هلكوا، وكانوا أربعمائة ألف بيت في كل بيت عشرة وما من نبي إلا يقوم معه طائفة من أمته إلا لوط فإنه يقوم وحده {وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ} قوم شعيب والأيكة الغيضة " ع "، أو الملتف من النبع والسدر فأهلكوا بعذاب يوم الظلة وأرسل إلى مدين فأخذتهم الصيحة.
15 - {صَيْحَةً وَاحِدَةً} النفخة الأولى {فواقٍ} بالفتح من الإفاقة وبالضم فُواق الناقة وهو قدر ما بين الحلبتين من المدة، أو كلاهما بمعنى واحد أي مالها من ترداد " ع "، أو حبس، أو رجوع إلى الدنيا " ح " أو رحمة " ع "، أو راحة، أو تأخير لسرعتها، أو ما لهم بعدها من إفاقة.

الصفحة 74