كتاب مصابيح السنة (اسم الجزء: 3)

ببعضٍ، ولعنَهم على لسانِ داودَ وعيسَى بنِ مريمَ عليهما السلامُ {ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (¬1) قال: فجلسَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم وكانَ مُتَّكِئًا فقال: لا وَالذي نفسي بيدهِ حتَّى تَأْطِرُوهم أَطْرًا" (¬2)، وفي رواية: "كلا واللَّهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ وَلَتنهَونَّ عن المنكرِ ولتأخُذُنَّ على يَدَي الظالمِ ولَتَأْطِرُنَّهُ على الحقِّ أَطْرًا، أولتقصُرُنَّه على الحقِّ قَصْرًا أو ليَضْرِبَنَّ اللَّهُ بقلوبِ بعضِكُم على بعضٍ ثم لَيَلْعَنَنَّكم كما لعنَهُم" (¬3).

3995 - عن أنسٍ أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "رأيتُ ليلةَ أُسريَ بي رجالًا تُقرَضُ شِفاهُهم بمقاريضَ نارٍ، فقلتُ: مَن هؤلاءِ يا جبريلُ؟ قال: هؤلاءِ خطباء مِن أُمَّتِكَ يأمرونَ الناسَ بالبِرِّ وينسونَ أنفسَهم" (¬4).
¬__________
(¬1) سورة المائدة (5)، الآية (78).
(¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 391، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 509، كتاب الملاحم (31)، باب الأمر والنهي (17)، الحديث (4337)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 252، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة المائدة (6)، الحديث (3047)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1328، كتاب الفتن (36)، باب الأمر بالمعروف. . . (20)، الحديث (4006)، قوله: "تأْطِرُوهم" بهمزة ساكنة، وبكسر الطاء، أي حتَّى تمنعوا الظلمة والفسقة عن الظلم وتميلوهم عن الباطل إلى الحق.
(¬3) أخرجه من رواية ابن مسعود رضي اللَّه عنه، أبو داود في المصدر السابق، الحديث (4337)، قوله: "لتقصرنَّه" بضم الصاد، لتَحَبِسُنَّه.
(¬4) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 274، الحديث (2060)، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 120، وأخرجه أبو يعلى الموصلي في أربع مواضع من مسنده: 7/ 69، الحديث (3992)، وفي 7/ 72، الحديث (3996)، وفي 7/ 118، الحديث (4069)، وفي 7/ 180، الحديث (4160). وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 39، كتاب الإيمان (1)، باب ما جاء في الوحي. . . (7)، الحديث (35)، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 8/ 44، ضمن ترجمة إبراهيم بن أدهم (294)، واللفظ له، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 741 - 742، وعزاه لعبد بن حميد، وللطبراني في الأوسط، ولسعيد بن منصور، وذكره الخطيب التبريزي في المكشاة 3/ 1425، الحديث (5149). وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان.

الصفحة 413