كتاب مصابيح السنة (اسم الجزء: 3)

وبَالَتْ، ثمَّ عادَتْ فأَكَلَتْ، وإنَّ هذا المالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فمَن أخذَهُ بحقِّه ووَضَعَهُ في حقِّه فنِعْمَ المعُونَةُ هُوَ، ومَن أخذَهُ بغيرِ حقِّهِ كانَ كالذي يأكلُ ولا يشبعُ، ويكونُ شهيدًا عليهِ يومَ القيامةِ" (¬1).

4005 - وقال: "واللَّهِ ما الفقرَ أَخْشَى عليكُم، ولكِنْ أخشَى عليكُم أنْ تُبْسَطَ عليكُم الدنيَا كما بُسِطَتْ على مَن قبلَكم، فَتَنَافسُوها كما تَنَافَسُوها وتُهلِكَكُم كما أهلَكَتْهُم" (¬2).

4006 - وقال: "اللَّهمَّ اجعلْ رزقَ آلِ محمدٍ قُوتًا" (¬3) ويروى: "كَفَافًا" (¬4).
¬__________
(¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 327، كتاب الزكاة (24)، باب الصدقة على اليتامى (47)، الحديث (1465)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 728 - 729، كتاب الزكاة (12)، باب تخوف ما يخرج من زهرة الدنيا (41)، الحديث (123/ 1052)، قوله: "أَوَيأتي الخيرُ بالشرِّ" بفتح الواو، والاستفهام للاسترشاد، والمعنى: أيفتح علينا ويأتي الخير من الغنائم، مصحوبًا بالشرِّ المترتب عليه ترك الخير من الطاعة والعبادة مما يخاف علينا، قوله: "الرُّحَضَاء" بضم الراء وفح الحاء المهملة وبالضاد المعجمة وبالمد، عَرَق الحُمّى، والمعنى أنه مسح عنه عرقًا كعرق الحمى، قوله: حَبَطًا" بفتحتين أي انتفاخ بطن من الامتلاء، قوله: "أويُلِمُّ" بضم ياء وتشديد ميم أي يكاد، أن يقتل والمعنى أن الربيعَ يُنبِتُ خيار العُشب، فتستكثر منه الماشية لاستطابتها إياه حتَّى تنتفخ بطونها، فتنفتق أمعاؤها من ذلك فتموت، قوله: "الخَضِرَ" بفتح الخاء وكسر الضاد المعجمتين وفي نسخة بضم ففتح، وهو الطري الغضُّ من النبات، والمعنى: يَقتلُ أو يُلِم كل آكلةٍ إلّا آكلة الخضر على الوجه المذكور، قوله: "استقبلت عين الشمس" والمعنى أنها بركت مستقبلة إليها تستمري بذلك ما أكلت، ولم تأكل ما فوق طاقة كرشها حتَّى تقتلها كثرة الأكل، قوله: "فَتَلَطَتْ" أي ألقت روثها رقيقًا سهلًا.
(¬2) متفق عليه من رواية عمرو بن عوف رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 319 - 320، كتاب المغازي (64)، باب (12)، الحديث (4015)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2273 - 2274، كتاب الزهد. . (53)، الحديث (6/ 2961)، واللفظ لهما.
(¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 283، كتاب الرقاق (81)، باب كيف كان عيش النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (17)، الحديث (6460)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2281، كتاب الزهد. . . (53)، الحديث (18/ 1055) واللفظ له.
(¬4) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، قوله: "كفافًا" بفتح الكاف هو من القوت ما يكفُّ الرجلَ عن الجوع.

الصفحة 417