كتاب مصابيح السنة (اسم الجزء: 3)

4032 - وقال: "عرضَ عليَّ ربي ليجعلَ لي بطحاءَ مكةَ ذهبًا فقلتُ: لا يا ربِّ، ولكنْ أشبعُ يومًا وأجوعُ يومًا، فإذا جُعْتُ تَضَرَّعْتُ إليكَ وذكرتُكَ، وإذا شَبِعْتُ حمدتُكَ وشكرتُك" (¬1).

4033 - عن عبدِ (¬2) اللَّهِ بن مِحْصَن قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن أصبحَ منكم آمنًا في سَرْبِهِ، مُعَافًى في جسدِه، عندَه قُوتُ يومِهِ، فكأنما حِيزَتْ لهُ الدُّنيا بحذافيرِها" (¬3) (غريب).

4034 - وعن المِقْدَامِ بن مَعْدِ يكرب أنّه قال، سمعث رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: "ما ملْأ آدميٌّ وِعَاءً شرًا مِن بطنٍ بحسبِ ابنِ آدَم أُكُلاتٍ يُقِمْنَ صُلْبَه، فإنْ كانَ لا محالةَ: فثلثٌ طعامٌ، وثلثٌ شرابٌ، وثلثٌ لِنَفَسِهِ" (¬4).
¬__________
(¬1) أخرجه من رواية أبي أمامة رضي اللَّه عنه، ابن المبارك في الزهد، (من زيادات نعيم بن حماد)، ص 54، باب في التواضع. . .، عقب الحديث (196)، واللفظ له، وأخرجه في المسند 5/ 254، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 575، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في الكفاف. . . (35)، عقب الحديث (2347)، وقال: (حديث حسن).
(¬2) "عبد اللَّه بن مِحْصَن"كذا ورد في الأصل المخطوط وفي المطبوعتين، ولكنه عند البخاري، والترمذي، وابن ماجه: عبيد اللَّه بن مِحْصَن، وقد ذكره الذهبي في تجريد أسماء الصحابة 1/ 363، فقال: (عبيد اللَّه بن محصن الأنصاري، يروي عنه ابنه سلمة، وقيل: بل هو عبد اللَّه).
(¬3) أخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 113، باب من أصبح آمنًا في سربه، الحديث (301)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 574، كتاب الزهد (37)، باب (34)، وهو ما يلي في التوكل على اللَّه (33)، الحديث (2346)، وقال: (حديث حسن غريب)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1387، كتاب الزهد (37)، باب القناعة (9)، الحديث (4141) واللفظ لهما سوى قوله: "بحذافيرها" فلم تأت عندهما، قوله: "وسِرْبِه" المشهور كسر السين أي في نفسه، وقيل: السِّربُ الجماعة، فالمعنى: في أهله وعياله، وقيل: بفتح السين، أي في مسلكه وطريقه، وقيل: بفتحتين أي في بيته، قوله: "حيزت" وهي الجمع والضم.
(¬4) أخرجه ابن المبارك في الزهد، ص 213، باب في طلب الحلال، الحديث (603)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 132، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 590، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء =

الصفحة 426