كتاب مصابيح السنة (اسم الجزء: 3)

لا يموتُ" (¬1) يعني النار.

4059 - وقال: "الدُّنْيا سِجنُ المؤمن وسنَتُهُ، فإذا فارقَ الدُّنْيا فارقَ السِّجْنَ والسَّنَةَ" (¬2).

4060 - وعن قتادة بن النُّعمان أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا أحبَّ اللَّه عبدًا حماهُ الدُّنْيا كما يَظَل أحدُكُمْ يَحمِي سَقيمَهُ الماءَ" (¬3).

4061 - عن محمود بن لَبيد أنّ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "اثنتانِ يَكرَهُهُما ابنُ آدَم: يكرهُ الموتَ والموتُ خيرٌ للمؤمِن مِنَ الفِتنةِ، ويكرهُ قِلّةَ المالِ وقِلّةُ المالِ أقلُّ للحِسابِ" (¬4).

4062 - عن عبد اللَّه بن مُغَفَّل قال: "جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: إنِّي أحبُّكَ، قال: انظُرْ ما تقولُ. فقال: إنِّي واللَّه لأُحبُّكَ،
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 2/ 231، في ترجمة جهم بن أوس (2296)، وعزاه للطبراني في "المعجم الأوسط" الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 355، كتاب البعث، باب ما جاء في القصاص، وقوله: (يعني النار) من قول عبد اللَّه بن أبي مريم الراوي عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه كما جاء في التاريخ الكبير.
(¬2) أخرجه من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما: أحمد في المسند 2/ 197، وعزاه للطبراني، الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 289، كتاب الزهد، باب الدنيا سجن المؤمن، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 315، كتاب الرقاق، باب إن اللَّه يحب كل قلب حزين، وأبو نعيم في حلية الأولياء 8/ 177، 185، في ترجمة عبد اللَّه بن المبارك (397).
(¬3) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 381، كتاب الطب (29)، باب ما جاء في الحمية (1)، الحديث (2036)، وقال: (حسن غريب، وقد روي هذا الحديث عن محمود بن لبيد عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسلًا، وقتادة بن النعمان الظفري هو أخو أبي سعيد الخدري لأمه، ومحمود بن لبيد قد أدرك النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ورآه وهو غلام صغير)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 612، كتاب الزهد (40)، باب إذا أحب اللَّه عبدًا حماه الدنيا (4)، الحديث (2474)، والحاكم في المستدرك 4/ 207، كتاب الطب، باب عليكم بالإثمد، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي.
(¬4) أخرجه أحمد في المسند 5/ 427، وعزاه لسعيد بن منصور، السيوطي في الجامع الكبير 1/ 19.

الصفحة 435