يا بَني فِهْرٍ يا بَني عَدِيٍّ لبُطونِ قُرَيْشٍ، حتَّى اجتمعُوا فقال: أرأَيْتَكُمْ لوْ أخبرتُكُمْ أنَّ خيلًا بالوادِي تريدُ أنْ تُغيرَ عليكُمْ أكنتُمْ مُصَدِّقيَّ؟ قالوا: نعمْ ما جرَّبْنا عليكَ إلَّا صِدقًا، قال: فإنِّي نَذيرٌ لكُمْ بينَ يَدَيْ عَذابٍ شديدٍ. فقالَ أبو لَهَب: تبًّا لكَ سائِرَ اليومِ، ألهذا جَمَعْتَنا؟ فنزلَتْ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} (¬1). ويُروى: "نادَى: يا بَني عبدِ مَنافٍ إنَّما مَثَلي ومثَلُكُمْ كمثَلِ رجلٍ رأَى العدُوَّ فانطلقَ يَرْبأُ أهلَهُ فخَشيَ أنْ يَسنّوهُ فجعلَ يَهتِفُ يا صَباحاهْ" (¬2).
4137 - عن أبي هريرة قال: "لمَّا نَزلتْ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (¬3) دَعا النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم قُرَيْشًا، فاجتَمَعُوا، فعَمَّ وخَصَّ، فقال: يا بَني كَعْب بنِ لُؤيٍّ أَنْقِذوا أنفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا بَني مُرَّةَ بنِ كَعْبٍ أَنْقِذوا أنفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا بَني عبدِ شَمْسٍ أَنْقِذوا أنفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا بَني عبدِ مَنافٍ أَنْقِذوا أنفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا بَني هاشِم أَنْقِذوا أنفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا بِني عبدِ المُطَّلِبِ أَنْقِذوا أنفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا فاطِمَةُ أَنْقِذي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ، فإنِّي لا أملِكُ لكُمْ مِنَ اللَّه شيئًا غيرَ أنَّ لكُمْ رَحِمًا سأبُلُّها بِبِلالِها" (¬4)، وفي رواية: "يا مَعشرَ قُرَيْش اشتَرُوا أنفُسَكُمْ، لا أُغني عنكُمْ مِنَ اللَّه شيئًا، يا بَني عبدِ مَنافٍ لا أُغني عنكُمْ مِنَ اللَّه شيئًا، يا عبّاسُ بنَ عبدِ المُطَّلِبِ لا أُغني
¬__________
(¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 501، كتاب التفسير (65)، سورة الشعراء (26)، باب {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (2)، الحديث (4770)، واللفظ له، ومسلم في الصحيح 1/ 193 - 194، كتاب الإيمان (1)، باب في قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (89)، الحديث (355/ 208).
(¬2) أخرجه مسلم من حديث قَبيصة بن المُخارق وزهير بن عمرو رضي اللَّه عنهما في المصدر نفسه، الحديث (353/ 207)، ويربأ: أي يحفظ من العدو.
(¬3) سورة الشعراء (26)، الآية (214).
(¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 192، كتاب الإيمان (1)، باب في قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (89)، الحديث (348/ 204)، والبِلَال جمع بلل، ويطلقون النداوة على الصِّلة كما يطلقون اليُبس على القطيعة (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 1/ 153).