كتاب مصابيح السنة (اسم الجزء: 3)

أهلُها ثلاثَ فِرَقٍ: فِرقةٌ يأخُذونَ في أذناب البقر والبَرِّيةَ (¬1) وهلَكوا، وفِرقةٌ يأخُذُونَ لأنفُسِهمْ وهلَكوا، وفِرقةٌ يَجعلونَ ذَراريهمْ خلفَ ظُهورِهْم ويُقاتلونهم وهُمُ الشُّهداءُ" (¬2).

4192 - عن أنس أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "يا أنسُ إنّ النّاسَ يُمَصِّرونَ أمْصارًا، وإن مِصرًا منها يُقالُ لهُ البَصْرَة، فإنْ أنتَ مررتَ بها أو دخلْتَها فإيّاكَ وسِباخَها وكَلَّاءَها وسُوقَها وبابَ أُمرائِها، وعليكَ بضَواحِيها، فإنّه يكونُ بها خَسْفٌ وقَذْفٌ ورَجْفٌ، وقومٌ يبيتونَ يُصبحونَ قِردةً وخَنازيرَ" (¬3).

4193 - عن صالح بن دِرهَم (¬4) يقول: "انطلقنَا حاجِّينَ، فإذا رجلٌ
¬__________
(¬1) في المطبوعة: (والذرية) والتصويب من مخطوطة برلين وسنن أبي داود.
(¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 45، وأبو داود في السنن 4/ 487 - 488، كتاب الملاحم (31)، باب في ذكر البصرة (10)، الحديث (4306)، الغائط: البطن المطمئن من الأرض، والبصرة: الحجارة الرخوة وبها سميت البصرة، وبنو قنطوراء: هم الترك (الخطابي، معالم السنن المطبوع مع مختصر سنن أبي داود 6/ 168).
(¬3) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 488 - 489، كتاب الملاحم (31)، باب في ذكر البصرة (10)، الحديث (4307)، السِباح: جمع سَبِخة وهي الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلّا بعض الشجر. والكلاء: شاطئ النهر وهو موضع حبس السفينة، وكلاء البصرة موضع منها. والقذف: الريح الشديدة الباردة أو رمي أهلها بالحجارة، والرجف: الزلزلة الشديدة.
وهذا الحديث مما استخرجه الإمام القزويني من كتاب "المصابيح" وقال: إنه موضوع، وقد أجاب الحافظ ابن حجر عنه في أجوبته عن أحاديث المصابيح (الحديث الخامس عشر) فقال: (قلت: أخرجه أبو داود في كتاب الملاحم من طريق موسى الحناط، قال: لا أعلمه إلّا عن موسى بن أنس عن أنس أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يا أنس إن إياس يمصرون. . . ". ورجاله ثقات ليس فيه إلّا قول موسى -الحناط-: لا أعلمه إلّا عن موسى بن أنس. ولا يلزم من شكه في شيخه الذي حدثه به أن يكون شيخه فيه ضعيفًا، فضلًا عن أن يكون كذابًا، وتفرد به، والواقع لم يتفرد به، بل أخرج أبو داود أيضًا لأصله شاهدًا بسند صحيح من حديث سفينة مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-). انتهى كلام ابن حجر.
(¬4) صالح بن درهم الباهلي، أبو الأزهر البصري، وثقه ابن معين، من الرابعة (الحافظ ابن حجر، تقريب التهذيب 1/ 359).

الصفحة 486