كتاب مصابيح السنة (اسم الجزء: 3)

إلى اللَّه، فيُرسلُ اللَّه عليهِمُ النَّغَفَ (¬1) في رِقابِهِمْ، فيُصبِحونَ فَرْسَى (¬2) كموتِ نَفْسٍ واحدةٍ، ثمَّ يَهبِطُ نبيُّ اللَّه عيسَى وأصحابُهُ إلى الأرضِ فلا يَجدونَ في الأرضِ موضِعَ شِبرٍ إلَّا ملَأهُ زهَمُهُمْ (¬3) ونَتْنُهُمْ، فيرغَبُ نبيُّ اللَّه عيسَى وأصحابُهُ إلى اللَّه، فيُرسلُ اللَّه عليهم طيرًا كأعناقِ البُخْتِ (¬4) فتحملُهُمْ فتطرَحُهُمْ حيثُ شاءَ اللَّه -ويُروى (¬5): فتطرَحُهُمْ بالمَهْبلِ (¬6) ويَستوقِدُ المسلمونَ مِنْ قِسِّيهِمْ ونُشّابِهِمْ وجِعابِهِمْ سَبْعَ سِنين- ثمَّ يُرسلُ اللَّه مطرًا لا يَكُنُّ منهُ بيتُ مَدَرٍ (¬7) ولا وَبَرٍ، فيغسِلُ الأرض حتَّى يترُكَها كالزَّلَفَةِ (¬8)، ثمَّ يُقالُ للأرضِ: أنْبِتي ثَمَرَتَكِ ورُدِّي بَركَتَكِ، فيومَئِذٍ تأكُلُ العِصابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ ويَستظِلُّونَ بقِحْفِها (¬9)، ويُبارَكُ في الرِّسْلِ (¬10) حتَّى أنَّ اللِّقْحَةَ (¬11) مِنَ الإِبِلِ لَتكْفي الفِئامَ (¬12) مِنَ النَّاسِ، واللِّقْحَةَ مِنَ البقرِ لَتكْفي القبيلةَ مِنَ النَّاسِ، واللِّقْحَةَ مِنَ الغَنَمِ لَتكْفي الفَخْذَ (¬13) منَ النَّاسِ، فبينما هُمْ كذلكَ إذْ بعثَ اللَّه
¬__________
(¬1) النَّغَف: دود يكون في أنوف الإبل والغنم.
(¬2) في المطبوعة (مَوْتَى) وفي المخطوطة ولفظ مسلم "فَرْسي" ولفظ الترمذي "فَرْسَي مَوْتَى" قال النووي في شرح صحيح مسلم 18/ 69: فرص أي قتلى واحدهم فريس.
(¬3) أي دسمهم ورائحتهم الكريهة (النووي، شرح صحيح مسلم 18/ 69).
(¬4) البُخْت: جمال طوال الأعناق (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 1/ 101).
(¬5) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 513، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في فتة الدجال (509)، الحديث (2240).
(¬6) المهبل: هو الهوة الذاهبة في الأرض (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 5/ 241).
(¬7) المَدَر: هو الطين الصلب (النووي، شرح صحيح مسلم 18/ 69).
(¬8) أي كالمرآة، وقيل كمصانع الماء أي أن الماء يستنقع فيها حتَّى تصير كالمصنع الذي يجتمع فيه الماء، وقيل كالصحفة وقيل كالروضة (النووي، المصدر نفسه).
(¬9) أي بقشرها.
(¬10) الرِّسْل: هو اللبن.
(¬11) اللِّقحة: بالكسر والفتح الناقة القريبة العهد بالنِّتاج (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 4/ 263).
(¬12) الفئام: أي الجماعة.
(¬13) الفخذ: الجماعة من الأقارب.

الصفحة 501