كتاب مصابيح السنة (اسم الجزء: 3)

4388 - وعن صَهَيْب عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "إذا دخلَ أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ يقولُ اللَّه تباركَ وتعالى: تُريدُونَ شيئًا أزيدُكُمْ؟ فيقولون: ألَمْ تُبيِّضْ وُجوهَنا؟ ألَمْ تُدْخِلْنا الجنَّةَ وتُنجِّنا منَ النَّارِ؟ قال: بلى. فيُرْفَعُ الحِجاث فيَنظُرونَ إلى وَجْهِ اللَّه، فما أُعطُوا شيئًا أحبَّ إليهِمْ مِنَ النَّظَرِ إلى ربِّهمْ. ثم تلا {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (¬1) " (¬2).

مِنَ الحِسَان:
4389 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنه أنَّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ أدنَى أهلِ الجنَّةِ منزلةً لمَنْ ينظُرُ إلى جِنانِهِ وأزواجِهِ ونعيمِهِ وخَدمِهِ وسُرُرِهِ مسيرةَ ألْفِ سنةٍ، وأكرَمَهُمْ على اللَّه مَنْ ينظُرُ إلى وجهِهِ غَدْوَة وعَشِيّةً. ثمَ قرأَ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (¬3) " (¬4).

4390 - عن أبي رَزين العُقَيْلي أنَّه قال: "قلتُ يا رسُولَ اللَّه أكلُّنا يَرى رَبَّهُ مُخْلِيًا بهِ يومَ القِيامَةِ؟ قال: بلَى. قال: وما آيةُ ذلكَ في خلقهِ؟ قال: يا أبا رَزين أليسَ كلُّكُمْ يَرى القمرَ ليلةَ البَدْرِ مُخْلِيًا بهِ؟ قال: بلى، قال: فإنَّما هو خَلْقٌ منْ خَلْقِ اللَّه، واللَّه أجَلُّ وأعظمُ" (¬5)
¬__________
(¬1) سورة يونس (10)، الآية (26).
(¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 163، كتاب الإيمان (1)، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى (80)، الحديث (297/ 181) و (298/ 181).
(¬3) سورة القيامة (75)، الآية (22 - 23).
(¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 64، والترمذي في السنن 4/ 688، كتاب صفة الجنة (39)، باب منه ما جاء في رؤية الرب تبارك وتعالى (16)، الحديث (2553)، وفي 5/ 431، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة القيامة (72)، الحديث (3330)، والحاكم في المستدرك 2/ 509 - 510، كتاب التفسير، تفسير سورة القيامة.
(¬5) أخرجه: أحمد في المسند 4/ 11، 12، وأبو داود في السنن 5/ 99، كتاب السنة (34)، باب في الرؤية (20)، الحديث (4731)، وابن ماجه في السنن 1/ 64، المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية (13)، الحديث (180)، والطبراني في المعجم الكبير 19/ 206، في مسند لقيط بن عامر أبو رزين العقيلي، الحديث (465) و (466)، والحاكم في المستدرك 4/ 560، كتاب الأهوال، باب إن اللَّه حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، وقال: (صحيح الإسناد)، وأقره الذهبي.

الصفحة 569