كتاب مصابيح السنة (اسم الجزء: 3)

وتَلعنُونَهم ويَلعنُونَكم، قال: قلنا: يا رسولَ اللَّهِ أفلا نُنابِذُهم عندَ ذلك؟ قال: لا، ما أَقامُوا فيكم الصَّلاةَ! لا، ما أَقامُوا فيكم الصَّلاةَ! أَلا مَن وُلِّيَ عليهِ والٍ فرآهُ يأتي شيئًا مِن معصيةِ اللَّهِ، فليَكرهْ ما يأتي (¬1) مِن معصيةِ اللَّهِ، ولا يَنزِعنَّ يدًا مِن طاعةِ اللَّهِ" (¬2).

2762 - عن عبد اللَّه قال، قالَ لنا رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "يكونُ عليكم أمراءُ تَعرِفُونَ وتُنكِرون، فمَن أَنْكَرَ فقد بَرِئَ، ومَن كَرِهَ فقد سَلِمَ، ولكنْ مَن رضيَ وتابعَ! قالوا: أَفَلا نقاتلُهم؟ قال: لا، ما صَلُّوا، لا، ما صلُّوا" (¬3)، يعني مَن كَرِهَ بقلبِه وأنكرَ بقلبه (¬4).

2763 - عن عبد اللَّه قال، قالَ لنا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إنكم سَتَرَوْنَ بعدي أَثَرَةً وأُمورًا تُنْكِرونها، قالوا: فما تأمرُنا يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: أَدُّوا إليهم حقَّهم، وسَلُوا اللَّهَ حَقَّكم" (¬5).

2764 - وسأل سلمةُ بن يزيدٍ الجُعْفيُّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقال: يا نبيَّ اللَّهِ أرأيتَ إنْ قامَتْ علينا أُمراءُ يَسأَلونَنا حقَّهم
¬__________
(¬1) في المطبوعة زيادة (به)، وليست عند مسلم.
(¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1482، كتاب الإمارة (33)، باب خيار الأئمة. . . (17)، الحديث (66/ 1855)، قوله: "نُنَابِذهم" أي نُحارِبهم.
(¬3) أخرجه مسلم في المصدر السابق 3/ 1481، باب وجوب الإنكار. . . (16)، الحديث (63 - 64/ 1854)، قوله: "تَعْرِفون وتُنكِرون" يريد أن بعض أفعالهم يكون حسنًا، وبعضها قبيحًا.
(¬4) في المطبوعة: (وأنكر بلسانه) والصواب ما أثبتناه من مخطوطة برلين وهو الموافق للفظ مسلم.
(¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 5، كتاب الفتن (92)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "سترون بعد أمورًا. . . " (2)، الحديث (7052)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1472، كتاب الإمارة (33)، باب وجوب الوفاء. . . (10)، الحديث (45/ 1843)، قوله: "أَثَرَة" بفتح الهمزة والمثلثة، وهي الاختصاص بأمور الدنيا.

الصفحة 8