كتاب أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض (اسم الجزء: 3)

وشريح وابن شبرين وغيرهم من أعلام غرب الأندلس وأجاز أيضاً أبو جعفر بن بشتغير وابن الأدقر وأبو زيد بن منتال وغيره من أعلام شرق الأندلس.
قال ابن خاتمة: وفي رحلته هذه دخل المرية وبها لقيه القاضي أبو جعفر بن مضاء.
قال ابنه: ووصل بلده بعد هذه الرحلة ليلة السبت سابع جمادى الآخرة سنة ثمان وخمس مائة وأجلسه أهل بلده للمناظرة عليه في المدونة وهو ابن اثنين وثلاثين عاما وبعد ذلك بيسير أجلس للشورى ثم ولى القضاء عام خمس عشر وخمس مائة لقلاق بقين من صفر فسار فيها أحسن سيرة محمود الطريق مشكور الحالة أقام جميع الحدود على ضروبها واختلاف أنواعها وبنى الزيادة الغربية في جامع سبتة التي كمل بها جماله وبنى في جبل المينا الرابطة المشهورة إلى غير ذلك من الآثار المحمودة والمساعي المرضية فعظم جاهه وبعد صيته.
ثم نقل إلى غرناطة ووصل إليه الكتاب بذلك في أوّل يوم من صفر عام أحد وثلاثين وخمس مائة فنهض إليها وتقلد خطة قضائها على المعتاد من شيمته السنية وأخلاقه المرضية مشكور عند جميع الناس لكن تاشفين ضاق به ذرعه وغص بمراقبته وصد أصحابه عن الباطل وخدمته عن الظلم وتشريدهم عن الأعمال فسعى في صرفه عن قضاء غرناطة فصرف بعد انفصاله عنها زائرا أهله وترك ابن أخيه الزاهد أبا عبد الله رحمه الله على الأحكام

الصفحة 10