كتاب أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض (اسم الجزء: 3)

وذلك في رمضان المعظم عام اثنين وثلاثين وخمس مائة.
ثم ولى قضاء سبتة ثانية في آخر عام تسعة وثلاثين وخمس مائة قدمه إبراهيم بن تاشفين بن علي بن يوسف بن تاشفين فابتهج أهل بلده بذلك فسار فيهم السيرة التي عهدوا منه ثم بادر بالمسابقة إلى الدخول في نظام الموحدين والاعتصام بحبلهم المتين فأقره أمير المؤمنين أدام الله أمره على ما كان عليه وصوف أمور بلده إليه وخاطبه بالتنوية وحظى عنده وشكر بداره وسبقه. ثم رحل إليه فاجتمع به بمدينة سلا عند توجهه إلى محاصرة مراكش فأوسع له وأجزل صلته ولقي منه برا تاما وإكراما عاما وانصرف إلى أحسن حال إلى أن ثارت الفتنة.
انتهى كلام ولده وسنذكر بقيته في محله إن شاء الله تعالى.
وقال الشيخ العلامة أبو زيد عبد الله الرحمن الغرناطي المعروف بابن القصير رحمه الله لمّا ورد علينا القاضي عياض غرناطة خرج الناس للقائه وبرزوا تبريزا ما رأيت لأمير مثله وحزرت أعياد البلد الذين خرجوا إليه ركابا نيفا على مائتي راكب ومن سواد العامة ما لا يحصى كثرة وخرجت مع أبي رحمه الله تعالى في جملة من خرج فلقيناه شخصا بادي السيادة منبئا عن اكساب المعالي والإفادة. قال: وكان وروده علينا يوم الخميس لخمس بقين من ربيع الآخرة سنة ثلاثين وخمس مائة. انتهى.
وانظر قوله سنة ثلاثين مع ما تقدم لولده من أن ولايته قضاء غرناطة سنة إحدى وثلاثين فلا أدرى أيهما أصوب إلاّ أنَّ يقال أحدهما تحريف من الناسخ. والله اعلم.

الصفحة 11