كتاب أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض (اسم الجزء: 3)

ثم إني رأيت في الاحاطة أنه تولى قضاء غرناطة عام أحد وثلاثين فتبين أنَّ ذلك هو الصواب. ورأيت مثله غير موضع فبان أنّه لا تحريف فيه. ويبقى النظر في الآخر المنقول عن عبد الرحمن بن القصير وقد نقله ابن جابر الوادي آشي عن عبد الرحمن المذكور كما حكيته سنة ثلاثين فالله اعلم.
ثم قال عبد الرحمن المذكور: ولمّا استقر عندنا كان مثل التمرة كلما ليكت زاد حلاوة ولفظة عذب في كل ما صرف من الكلام للنفس إليه تتوق وله طلاوة وكان برا بلسانه جوادا ببنانه كثير التخشع في صلاته مواصلا لصلاته وقد جمعنا من سيره جملا في الكتاب الذي جمعنا فيه مناقب من أدركنا من أعيان عصرنا ونبهائه وذكرنا له ما يفاخر برونقه وبهائه وكان مع براعته في علوم الشريعة خطيبا في تحبير للخطب وفي لفظه ظاهر الخشوع عند التلاوة وفي لحظه سريع العبرة مديما للتفكير والعبرة كاتبا إذا نثر ناظما إذا شعر.
انتهى. نقله ابن جابر وغير واحد كابن رشيد.
وقال في أوله ما نصه: قال أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن أحمد الأزدي: ولي عندنا ببلدنا غرناطة حرسها الله تعالى الفقيه الأجل الحافظ الأحفل القاضي الأكرم الأفضل الإمام الخطيب المصقع الأديب الأبرع أبو الفضل أبو الفضل عياض. انتهى.
ونقلت من خط بعض تلامذة ابن رشيد وهو محمّد بن البردعي ما نصه: وعبد الرحمن هذا قد سألت عنه شيخنا المذكور يعني ابن رشيد فقال

الصفحة 12