كتاب أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض (اسم الجزء: 3)

لي: لم يعرف به أحد من أهل الصلات. قلت: ولا المللاحي أيضاً.
انتهى ببعض اختصار.
وكان الإمام القاضي أبو الفضل عياض رحمه الله كثير الإنصاف ومما يدل على إنصافه الحق وتواضعه ما حكاه عبد الرحمن المذكور آنفا إذ قال: دخلت مجلس القاضي أبي الفضل عياض رحمه الله تعالى إذ كان قاضيا عندنا بغرناطة وبه جماعة من الطلبة الأعيان يسمعون تأليفه المسمى بالشفا فلما وصل القارئ إلى هذه الكلمات: " ومن قسم به أقسط " قرأه ثلاثين وكذلك كان في الأم التي كان يقرأ فيها فقلت للقاضي وصل الله توفيقه: هذا لا يجوز في هذا الموضع. فقال: ما تقول؟ فقلت: إنما هو أقسط لأن المراد في هذا الموضع " عدل " فالفعل منه رباعي كما قال الله تعالى:

) واقسطوا إنَّ الله يحب المقسطين (. وأما قسط فإنما هو " جار " كما قال تعالى:) وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا (. فتعجب وقال لمن حضر: إنَّ هذا الكتاب قد قرأه على من العالم ما لا يحصى كثرة ولا أقف على منتهى أعدادهم وما تنبه لهذه اللفظة. وفاه بلسان الإنصاف وشكر بفضله وأبلغ ببراعة علمه في تحسين المناقب والأوصاف وأورثني ذلك عنده كرامة كبيرة ومبرة ولم تزل مستمرة وصنع من المكارم أجزل صنيع وأبره رحمه الله من طود علم وهضبة فضل وحلم وتغمده إيانا برحمته ونفعه كما نفع في الدنيا والآخرة بعلمه. انتهى.

الصفحة 13