كتاب مسند أبي عوانة - ط المعرفة (اسم الجزء: 3)
4178- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ , قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : كُنْتُ رَدِيفًا لأَبِي طَلْحَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ ، وَإِنَّ قَدَمَيَّ لَتَمَسُّ قَدَمَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّم ، فَأَتَيْنَا خَيْبَرَ حِينَ بَزَغَتِ الشَّمْسُ وَقَدْ خَرَجُوا بِمَوَاشِيهِمْ ، وَفُؤُسِهِمْ ، وَمُرُورِهِمْ ، وَمَكَاتِلِهِمْ ، فَقَالُوا : مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ ، مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّم : اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ ، فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ فَقَاتَلَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّم ، فَظَهَرَ عَلَيْهِمْ ، فَلَمَّا قَسَمَ الْمَغْنَمَ قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي سَهْمِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ جَارِيَةٌ جَمِيلَةٌ ، فَابْتَاعَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّم بِسَبْعَةِ أَرْؤُسٍ ، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ تُهَيِّئُهَا وَتَصْنَعُهَا ، وَكَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ تَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّم فَبَنَى بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّم ، فَدَعَى بِالأَنْطَاعِ ، وَفُحِصَتِ الأَرْضُ أَفَاحِيصَ ، ثُمَّ وُضِعَتِ الأَنْطَاعُ فِيهَا ، ثُمَّ جِيءَ بِالسَّمْنِ ، وَالتَّمْرِ ، وَالأَقِطِ فَأَكَلَ النَّاسُ ، حَتَّى شَبِعُوا ، فَقَالَ النَّاسُ : أَتَزَوَّجَهَا أَمِ اتَّخَذَهَا أُمَّ وَلَدٍ ؟ قَالُوا : إِنْ حَجَبَهَا فَهِيَ امْرَأَتُهُ ، وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهِيَ أُمُّ وَلَدٍ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَبَ حَجَبَهَا ، حَتَّى قَعَدَتْ عَلَى عَجُزِ الْبَعِيرِ خَلْفَهُ ، ثُمَّ رَكِبَ ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ أَوْضَعَ وَأَوْضَعَ النَّاسُ ، وَأَشْرَفَ النِّسَاءُ يَنْظُرْنَ وَعَثِرَتْ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّم رَاحِلَتُهُ فَوَقَعَ وَوَقَعَتْ صَفِيَّةُ ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّم ، فَحَجَبَهَا ، فَقَالَتِ النِّسَاءُ : أَبْعَدَ اللَّهُ الْيَهُودِيَّةَ فُعِلَ بِهَا ، وَفُعِلَ بِهَا وَشَمِتْنَ بِهَا قَالَ ثَابِتٌ : فَقُلْتُ لأَنَسٍ : يَا أَبَا حَمْزَةَ أَوَقَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّم عَنْ رَاحِلَتِهِ ؟ قَالَ : إِي وَاللَّهِ ، لَقَدْ وَقَعَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ عَنْ رَاحِلَتِهِ قَالَ أَنَسٌ : وَشَهِدْتُ وَلِيمَةَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، فَأَشْبَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّم النَّاسَ خُبْزًا وَلَحْمًا كَانَ يَبْعَثُنِي ، فَأَدْعُو النَّاسَ ، فَإِذَا أَكَلُوا خَرَجُوا ، وَجَاءَ الآخَرُونَ ، فَلَمَّا فَرَغَ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهَا وَخَرَجْتُ مَعَهُ ، وَتَخَلَّفَ رَجُلانِ اسْتَأْنَسَ بِهِمَا الْحَدِيثُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّم ، فَجَعَلَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ يَسْتَقِرَّ بِهِمْ بَيْتًا بَيْتًا ، وَأَنَا مَعَهُ ، كُلَّمَا أَتَى عَلَى بَابِ امْرَأَةٍ قَالَ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ كَيْفَ أَصْبَحْتُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ؟ فَيَقُولُونَ : بِخَيْرٍ يَا رَسُولَ اللهِ ، كَيْفَ وَجَدْتَ أَهْلَكَ ؟ فَيَقُولُ : بِخَيْرٍ فَلَمَّا مَرَّ بِهِنَّ أَجْمَعَ رَجَعَ وَرَجَعْتُ ، فَلَمَّا بَلَغَ بَابَ الْبَيْتِ رَأَى الرَّجُلَيْنِ قَدِ اسْتَأْنَسَ بِهِمَا الْحَدِيثُ ، فَكَرِهَ مَكَانَهُمَا ، فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلانِ أَنَّهُ رَجَعَ خَرَجَا قَالَ : فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّم قَالَ أَنَسٌ : فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَنَا أَخْبَرْتُهُ أَمْ نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ أَنَّهُمَا خَرَجَا ، فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ ، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي أُسْكُفَّةِ الْبَابِ أَرْخَى السِّتْرَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ، وَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ.
4179- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ , قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا ثَابِتٌ ، قَالَ : قَالَ أَنَسٌ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ إلى قوله والله لقد وقع عَنْ رَاحِلَتِهِ.
الصفحة 57