كتاب المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها (اسم الجزء: 3)

خبرك فقالت: إني امرأة هاشمية - ورفعت رأسها فرأيت أحسن الناس وجهاً - وإن هؤلاء القوم أتونا فذبحوا أبي وأمي وأخواتي وأهلي جميعاً، ثم أخذني رئيسهم فأقمت عنده خمسة أيام، ثم أخرجني فدفعني إلى أصحابه فقال طهروها، فأرادوا قتلي فبكيت، وكان بين يديه رجل من قواده فقال هبها لي، فقال خذها فأخذني، وكان بحضرته ثلاثة أنفس قيام من أصحابه فسلوا سيوفهم وقالوا لا نسلمها إليك أما أن تدفعها إلينا وإلا قتلنها، وأرادوا قتلي وضجوا، فدعاهم رئيسهم القرمطي وسألهم عن خبرهم فخبروه فقال تكون لكم أربعتكم، فأخذوني، فأنا مقيم معهم أربعتهم، والله ما أدري ممن هو هذا الولد منهم.
قالت: فجاء بعد المساء رجل فقالت لي هنيه فهنأته بالمولود فأعطاني سبيكة فضة آخر وآخر أهنئ كل واحد منهم فيعطيني سبيكة فضة، فلما كان في السحر جاء جماعة مع رجل وبين يديه شمع وعليه ثياب خز تفوح منه رائحة المسك فقالت لي هنيه فقمت إليه فقلت بيض الله وجهل والحمد لله الذي رزقك هذا الابن
ودعوت له فأعطاني سبيكة فيها ألف درهم، وبات الرجل في بيت وبت مع المرآة في بيت، فلما أصبحت قلة للمرأة يا هذه قد وجب عليك حقي، فالهي ألهي في، خلصيني. قالت مما أخلصك؟ فخبرتها خبر ابني وقلت لها إني جئت راغبة إليه، وأنه قال لي كيت وكيت، وليس في يدي منه شيء، ولي بنات ضعاف خلفتهن بأسوأ حال، فخلصيني من هاهنا لأصل إلى بناتي، فقالت: عليك بالرجل الذي جاء آخر القوم فسليه ذلك فإنه يخلصك، فأقمت يومي إلى أن أمسيت، فلما انصرف تقدمت إليه، وقبلت يده وقلت يا سيدي قد وجب حقي عليك، وقد أغناني الله على يديك بما أعطيتني، ولي بنات ضعاف فقراء، فإن أذنت لي أن أمضي فأجيئك ببناتي حتى يخدمنك ويكنّ بين يديك فقال وتفعلين؟ قلت: نعم فدعا قوماً من غلمانه، فقال امضوا

الصفحة 111