كتاب المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها (اسم الجزء: 3)

معها حتى تبلغوا بها موضع كذا وكذا ثم اتركوها وارجعوا، فحملوني على دابة ومضوا بي، قالت فبينما نسير وإذا أنا بابني يركض وقد كنا سرنا عشرة فراسخ فيما خبرني القوم الذين معي، فلحقني وقال: يا فاعلة زعمت أنك تمضين وتجيئين ببناتك؟ وسل سيفه فمنعه القوم فلحقني طرف السيف فوقع في كتفي، وسل القوم سيوفهم فأرادوه فتنحى عني وساروا بي حتى بلغوا الموضع الذي سماه لهم صاحبهم فتركوني وقَدمت.
فالقرامطة إذاً يجذبون قلوب الفتيات بما يزينون لهم من ضروب الملذات ومقاومة المآثم، وكانت سطوتهم مصبوبة على البيت الحرام ومن يلوذون به لأنه مثابة المسلمين ومعقد ألفتهم ومناط وحدتهم ومجتمع كلمتهم. وقد أحرقوا أستار الكعبة وكسروا الحجر الأسود وملئوا زمزم بأجساد القتلى وذبحوا من الحجاج من لا يحصيهم إلا الله، كل ذلك لينتقموا من الإسلام بالخسف والعسف ما لم يمكن الباطنيون من قمة بالرفق والحيلة.
وقد أقامت الفرقة المنيحة المبيحة أمد القرن الرابع ثم تآزر عليهم المسلمون
فأبادوهم جميعاً.

الصفحة 112