روى عنه: ابن حَيُّويه، والدَّارَقُطْني، وابن أخي ميمي، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وأحمد بن محمد بن الجَرَّاح، وآخرون.
قال الخطيب: كان صدوقًا دَيِّنًا من أهل السُّنَّة، وصنَّف في [علوم] القرآن، والغريب، والمُشْكل، والوقف والابتداء (¬1).
وقال إسماعيل بن القاسم أبو علي القالي: كان أبو بكر بن الأنْبَاري يحفظ فيما ذكر ثلاث مئة ألف بيت شاهدٍ في القرآن (¬2).
وقال الخطيب: حدَّثني علي بنُ أبي علي عن أبيه قال: أخبرني غيرُ واحد ممن شاهد أبا بكر بن الأنباري يملي مِنْ حِفْظه، وأنَّ عادته في كل ما كُتب عنه من العِلْم كانت هكذا، ما أملى قَطُّ من دَفْتر (¬3).
وقال حمزةُ بنُ محمد بن طاهر: كان ابنُ الأنْبَاري زاهدًا متواضعًا، حكى أبو الحسن الدَّارَقُطْني أَنَّه حضره في مجلس يوم جُمُعة، فصحَّف اسمًا، إما كان جبَّان أو حَيَّان. قال أبو الحسن: فأعظمتُ أن يُحْملَ عن مثله وَهمٌ، وهِبْتُه، فلمَّا انقضى المجلس تقدَّمْتُ إلى المُسْتَملي وذكرت له، وعرَّفْتُه الصَّواب، ثم حضرت الجُمُعة الثانية، فقال ابنُ الأنباري للمُسْتَملي: عرَّفْ جماعة الحاضرين أنّا صَحَّفْنَا الاسم الفُلاني، ونبَّهَنَا على الصّواب ذلك الشَّاب، وعرِّفْه أَنَّا رجعنا إلى الأصل فوجدناه كما قال (¬4).
¬__________
(¬1) "تاريخ بغداد": 3/ 182، وما بين حاصرتين منه.
(¬2) المصدر السابق.
(¬3) المصدر السابق.
(¬4) "تاريخ بغداد": 3/ 182 - 183.