وقال ابنُ النَّجَّار: أحبَّ ابن ماكولا العِلْم من الصِّبَا، وطلب الحديث، وكان يُحضِر المشايخ إلى منزلهم (¬1)، ويسمع منهم، ورحل، وبَرَعَ في الحديث، وأتقن الأدب، وله النَّظْم والنَّثْر والمُصَنَّفات، نفَّذَه المقتدي بالله (¬2) رسولًا إلى سَمَرْقَنْد وبُخَارى لأخْذ البَيعة له على ملكها طمغان الخان.
وقال شِيرويه في "طَبَقاته" كان يُعْرف بالوزير سعد الملك بن ماكولا، قَدِمَ رسولًا مِرارًا، سمِعْتُ منه، وكان حافِظًا متقنًا، عُني بهذا الشَّأْن، ولم يكن في زمانه بعد الخطيب أحدٌ أفضلَ منه، حَضَر مجلسَه الكبارُ من شيوخنا، وسمعوا منه.
وقال ابنُ عساكر: وَزَرَ أبوه للقائم أمير المؤمنين (¬3)، وولي عَمُّه قضاء القُضَاة ببغداد، وهو الحسينُ بن علي (¬4).
¬__________
(¬1) أي إلى منزل أهله.
(¬2) كذا في الأصل، والمشهور في كتب التاريخ "المقتدي بأمر الله"، وقد تولى الخلافة بعد جده القائم بأمر الله سنة (467 هـ)، وعمره ثماني عشرة سنة، وتوفي في بغداد سنة (487 هـ).
انظر أخباره في "الكامل": 10/ 96، 229 - 231.
(¬3) هو هبة الله بن علي بن جعفر، أبو القاسم ابن ماكولا، استوزره جلال الدولة ببغداد سنة (423 هـ)، وعزله وأعاده مرات، والخليفة يومئذ القائم بأمر الله، لا يكاد يشعر بوجوده أحد، وقد خنق في حبسه سنة (430 هـ).
انظر ترجمته في "المنتظم": 8/ 103، وترجمة القائم في "سير أعلام النبلاء": 15/ 138 - 141.
(¬4) ولي القضاء سنة (420 هـ)، واستمر إلى أن توفي سنة (447 هـ)، انظر "الكامل" 9/ 615.