كتاب طبقات علماء الحديث (اسم الجزء: 3)

وقال الحُمَيدي: ما رَاجَعْتُ الخطيبَ في شيءٍ إلّا وأحالني على الكِتاب، وقال: حتى أكشِفَه، وما راجعتُ ابنَ ماكُولا في شيءٍ إلّا وأجابني حِفْظًا كأنَّه يقرأ من كتاب (¬1)
وقال هِبَةُ الله بن المبارك بن الدَّوَاتي: اجتمعتُ بالأمير بن ماكُولا، فقال لي: خذ جُزْأين من لحديث، فاجعل متون هذا الجُزْء لأسانيد [الجزء] (¬2) الآخر، ومتونه لأسانيد الأول حتى أردَّه إلى حالته الأولى.
وقال السِّلَفي: سألت شجاعًا الذُّهلي عن ابن ماكُولا، فقال: كان حافظًا فَهِمًا ثِقَةً، صنَّف كُتُبًا في عِلْم الحديث.
وقال مُؤْتَمن السَّاجي: لم يلزمِ ابنُ ماكولا طريقَ العِلْم، فلم ينتفع بنفسه (¬3).
وقال أبو الحسن محمد بن مَرْزوق: لما بَلَغَ الخطيبَ أنَّ ابن ماكُولا أخذ عليه في كتابه "المُؤْتَنف"، وصنَّف في ذلك تصنيفًا، وحَضَرَ عنده ابنُ ماكولا، سأله الخطيبُ عن ذلك، فأنكر ولم يُقِرَّ به، وأَصَرَّ، وقال: هذا لم يخطر ببالي. وقيل: إن التَّصْنيف كان في كُمِّه، فلما مات الخطيب أظهره، وهو الكتاب الملقَّب بـ "مستمر الأَوْهام" (¬4).
¬__________
(¬1) "معجم الأدباء": 15/ 110.
(¬2) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1204.
(¬3) قال الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء": 18/ 576 "يشير إلى أنه كان بهيئة الأمراء وبرفاهيتهم".
(¬4) انظر "معجم الأدباء": 15/ 110 - 111، وفيه "تهذيب مستقر الأوهام على ذوي التمني والأحلام". وهو تصحيف. انظر "تاريخ الأدب العربي" لبروكلمان: 6/ 177 - 178.

الصفحة 396