كتاب طبقات علماء الحديث (اسم الجزء: 3)

دخل لم يَقُمِ الحافظ، ولا التفت من مِحْرابه، فكسر الكعبي خَجَلَه وقال: بالله عليك أيها الشيخ لا تَقُمْ -يعني ودعا له قائمًا، وانصرف.
قال الحافظ جعفر بن محمد المُسْتَغْفِريُّ: حدَّثنا أبو جعفر محمد بن علي النَّسَفي، قال: شهدت جِنَازة الشَّيخ أبي يَعْلى -رحمه الله- بالمُصَلَّى (¬1). فغشِينا أصوات طُبُول مثل ما يكون من العساكر، حتى ظَن جَمْعُنَا أن جيشًا قد قدم، فكُنَّا نقول: ليتنا صلَّينا عليه قبل أن يَغْشَانا هذا. فلما اجتمع النَّاس وقاموا للصَّلاة، وأنصتوا، هدأ الصَّوت كأنْ لم يكن، ثم إني رأيت في النَّوْم كأنَّ إنسانًا واقفٌ على رأْس درب أبي يعلى وهو يقول: أَيُّها النَّاس، مَنْ أراد منكم الطَريق المُسْتَقيم فعليه بأبي يعلى -أو نحو هذا.
مات في جُمَادى الآخرة سنةَ ستٍ وأربعين وثلاث مئة.

805 - النَّجَّاد *
الإِمام، الحافظ، الفقيه، أبو بكر، أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسْرَائيل بن يونس، البَغْدَادي، الحَنْبَلي.

ولد سنة ثلاثٍ وخمسين ومئتين.
¬__________
(¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 867 "بالموصل"، وهو تحريف.
* تاريخ بغداد: 4/ 189 - 192، طبقات الفقهاء للشيرازي: 172، طبقات الحنابلة: 2/ 7 - 12، الأنساب: 553 أ، المنتظم: 6/ 390، اللباب: 3/ 213 - 214، سير أعلام النبلاء: 15/ 502 - 505، تذكرة الحفاظ: 3/ 868 - 869، العبر: 2/ 278 - 279، ميزان الاعتدال: 1/ 101، الوافي بالوفيات: 6/ 400، مرآة الجنان: 2/ 342، البداية والنهاية: 11/ 234، لسان الميزان: 1/ 180 - 181، طبقات الحفاظ: 355، شذرات الذهب: 2/ 376 - 378، الرسالة المستطرفة: 36، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 3/ 236 - 237.

الصفحة 58