كتاب طبقات علماء الحديث (اسم الجزء: 3)

قال الحاكم: كان واحد عصره في المعرفة، وصاحب "الصَّحيح"، وتلميذ مُسْلم بن الحَجّاج، سمع بِخُرَاسان والعراق والحجاز.
وقال الخطيب: كان ثِقَةً، ثبتًا، مُتْقِنًا، حافظًا، قدم بغداد، وحَدَّث بها. أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي أنه سمع محمد بن إسحاق بن خُزَيمة -ونَظَر إلى أبي حامد بن الشَّرْقي- فقال: حياة أبي حامد تحجُزُ بين النَّاس والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم (¬1).
وقال الخَليليُّ: سمعت أحمدَ بنَ أبي مُسْلم الفارسي الحافظ يقول: سمعت ابنَ عدي يقول: لم أَرَ أَحْفَظَ، ولا أَحسن سَرْدًا من أبي حامد بن الشَّرْقي، كتبت جَمْعَه لحديث أيوب السَّخْتِياني، فكنت أقرأ عليه من كتابه، ويقرأ معي حِفْظًا مِنْ أوَّله إلى آخره (¬2).
وقال أبو عبد الرحمن السُّلَمي (¬3): سألت الدَّارَقُطْني عن أبي حامد بن الشَّرْقي، فقال: ثِقَة مأمون إمام. قلت: فما تكلم فيه ابنُ عُقْدة؟ فقال: سبحان الله! وترى يؤثِّر فيه مِثْلُ كلامه، ولو كان بدل ابن عُقْدة يحيى بنُ معين؟ قلت: فأبو علي الحافظ؟ فقال: ومَنْ أبو علي حتى يُسمع كلامه فيه، وإن كان مقدَّمًا في الصنعة؟ رحم الله أبا حامد، إنه صحيح الدِّين، صحيح الرّواية.
¬__________
(¬1) "تاريخ بغداد": 4/ 426 - 427.
(¬2) "الإرشاد" للخليلي (خ): من 168 - 169.
(¬3) "سؤالات للدارقطني عن أحوال المشايخ والرواة" جمعها السلمي. منه نسخة خطية في خزانة أحمد الثالث باستانبول. انظر "تاريخ التراث العربي" لسزكين: مج 1 / ج 4/ 184، وسترد ترجمة السلمي تحت رقم / 942 / من هذا الكتاب.

الصفحة 9