كتاب جامع المسانيد والسنن (اسم الجزء: 3)

الرجل، فإن يكن نبيا كنا أسعد الناس به، وإن يكن ملكاً عشنا تحت جناحه، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فانتهوا إلى حجره فجعلوا ينادون: يا محمد يا محمد، فأنزل الله {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} (¬1) فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأذنى، وقال: صدق الله قولك» (¬2) .

(أبو مصعب المكى عنه)
¬_________
(¬1) الآية 4، سورة الحجرات.
(¬2) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 5/239؛ وقال الهيثمى: فيه داود بن راشد الطفاوى وثقه ابن حبان، وصفعه ابن معين، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 7/108.
2307- قال البزار: حدثنا بشر بن معاذ: أبو سهل العقدى، حدثنا عون بن عمرو القيسى (¬1) ، حدثنا أبو مصعب المكى. قال: أدركت زيد بن أرقم والمغيرة بن شعبة، وأنس بن مالك يحدثون: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما كان ليلة بات فى الغار أمر الله ـ تبارك وتعالى ـ شجرة فنبتت فنسجت على وجه الغار، وأمر حمامتين وحشيتين فوقفتا بفم الغار، وأتى المشركون من كل بطن حتى إذا كانوا من النبى - صلى الله عليه وسلم - مقدار أربعين ذراعاً [معهم قسيهم وعصيهم] تقدم رجل منهم، فنظر فرأى الحمامتين، فرجع فقال لأصحابه: ليس فى الغار شىءٌ رأيت حمامتين على فم الغار، فعرفت أن ليس فيه أحد، فسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله، فعرف أن الله قد درأ بهما عنه فسمت (¬2) عليهما، وفرض جزاءهما، وأتخذ فى حرم الله فرخين
¬_________
(¬1) فى كشف الأستار: «عوين» ، وهو مما ورد فى اسمه؛ وعون بن عمرو: أخو رياح بن عمرو بصرى، قال ابن معين: لا شىء، وقال البخارى: عون بن عمرو القيسى جليس لمعتمر منكر الحديث مجهول؛ وأورد الخبر فى الميزان من مناكيره، وقال: أبو مصعب مجهول. الميزان: 3/306.
(¬2) سمت عليهما: التسميت الدعاء. النهاية: 2/179.

الصفحة 102