كتاب الإمام في معرفة أحاديث الأحكام - ت آل حميد (اسم الجزء: 3)
و"أبو قرة" ثقة متحرز، وهو زبيدي -[بفتح] الزاي وكسر الباء – نسبة إلى زبيد البلدة المشهور باليمن.
وهذه الرواية تقتضي أن ابن المسيب روى الحديث، عن أبي موسى، عن عائشة، وقد وقع ما يشعر برواية ابن المسيب له عن عائشة رضي الله عنها.
فروى حماد بن سلمة عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب قال: ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا التقى الختانان أيوجب الغسل؟ فقال أبو موسى رضي الله عنه: أنا آتيكم بعلم ذلك، فنهض وتبعته حتى أتى عائشة رضي الله عنها، فقال: يا أم المؤمنين! إني أريد أن أسألك عن شيء وأنا أستحي أن أسلك، فقالت: سل، فإنما أنا أمك. قال: إذا التقى الختانان، أيجب الغسل؟ فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى الختانان اغتسل. أخرجه الطحاوي من حديث أسد، عن حماد.
وروى مسلم في "الصحيح" من حديث حميد بن هلال، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: اختلف في ذلك رهط من المهاجرين والأنصار، فقال الأنصاريون: لا يجب الغسل إلا من الدفق أو الماء، وقال المهاجرون: بل إذا خالط فقد وجب الغسل. قال: قال أبو موسى: فأنا أشفيكم [من] ذلك، فقمت، فاستأذنت على عائشة رضي الله عنها، فأذن لي، فقلت لها: يا أماه – أو يا أم المؤمنين -! إني أريد أن أسلك عن