كتاب الإمام في معرفة أحاديث الأحكام - ت آل حميد (اسم الجزء: 3)

ذكر التأكيد في صلاة العصر
روى مسلم من حديث فضيل بن مرزوق، عن شقيق بن عقبة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: نزلت هذه الآية: {حافظوا على الصلوات وصلاة العصر} محمد فقرأناها ما شاء الله، ثم نسخها الله، فنزلت: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى}. فقال رجل كان جالسا عند شقيق له: فهي إذن صلاة العصر؟ فقال البراء: قد أخبرتك كيف نزلت، وكيف نسخها الله، فالله أعلم.
وقد ورد تسمية هذا الرجل القائل لشقيق في رواية أبي عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ عن الصائغ والصغاني، عن يحيى بن أبي [بكير]، وفيها: فقال زاهر – وكان مع شقيق –: فهي صلاة العصر؟ فسمى الرجل المجهول في رواية مسلم وغيرها.
ولما أخرج مسلم هذا الحديث الذي قدمنا الإخبار عنه بأنه أخرجه، قال عقيبه: "ورواه الأشجعي عن سفيان الثوري، عن الأسود بن قيس، عن شقيق بن عقبة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: قرأناها مع النبي صلى الله عليه وسلم زمانا ... ، بمثل حديث فضيل بن مرزوق". فذكر مسلم هذه الرواية تعليقا منقطعة في الابتداء، وقد يتوهم أنها منقطعة في نفس الأمر، وليس كذلك،

الصفحة 500