كتاب الإمام في معرفة أحاديث الأحكام - ت آل حميد (اسم الجزء: 3)
أمرتك به؟ أو ما أشبه ذلك، فحذف بعض الكلام اختصارا حيث فهم المعنى.
و"القتد": من أدوات الرحل، والجمع: [أقتاد، وقتود]، ومنه قوله: "اقتادوا"، قال بعضهم: أثيروا جمالكم برواحلها، وأمسكوا قليلا. والجمال إذ كان عليها [الأقتاد] فهي: الرواحل.
وقوله: {لذكري}: تأوله كثير من المفسرين على أن المراد أن يصلي الصلاة إذا ذكرها. وقيل: أقم الصلاة لتذكرني فيها. وقراءة من قرأ: {للذكرى} أشبه بالتأويل الأول، وكأنه أراد لذكرها، فنابت الألف واللام مناب الضمير، وهذا على قياس قول الكوفيين في قولهم: زيد أما المال فكثير، وأما الخلق فحسن، على تقدير: أما ماله، وأما خلقه.
وروى محمد بن إسحاق السراج في "مسنده" حديث الزهري عن سعيد، فرواه عن عبد الجبار بن العلاء، عن سفيان، حدثنا الزهري، عن سعيد، وقال مرة: عن سعيد، عن أبي هريرة – ولم يقل فيه: حدثنا –، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فعرس ذات ليلة، فقال: "ألا رجل يكلؤنا الليلة لا نرقد عن الصلاة؟ " فقال بلال: أنا. فاستند إلى بعيره، واستقبل الفجر، وضرب الله على آذانهم، فلم يستيقظوا إلا بحر الشمس في وجوههم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا بلال! ما هذا؟ " فقال بلال: يا رسول الله! أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك. قال: فصلى ركعتين في مكانه