كتاب الإمام في معرفة أحاديث الأحكام - ت آل حميد (اسم الجزء: 3)
ثم التفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر رضي الله عنه، فقال: "إن الشيطان أتى بلالا وهو قائم يصلي فأضجعه، فلم يزل يهدئه كما يهدأ الصبي حتى نام"، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم [بلالا]، فأخبر بلال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر، فقال أبو بكر رضي الله عنه: أشهد أنك رسول الله.
هكذا هو في "الموطأ" مرسل.
وروى الدارقطني في "الغرائب" موصولا من حديث حسين بن المبارك [الطبراني]، حدثنا الوليد بن مسلم، عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: عرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق مكة، ووكل بلالا يوقظهم للصلاة، وقد رقدوا حتى استيقظوا وقد طلعت الشمس، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يركبوا حتى يخرجوا من ذلك الوادي، وقال: "إن في هذا الوادي شيطانا".
قال الدارقطني: "هذا حديث غريب من حديث مالك، والحسين بن مبارك هذا ليس بالقوي".
وقوله في الحديث الأول: "يهدئه": أي: يسكنه، من أهدأت الصبي: إذا ضربت بيدك عليه رويدا لينام. والرواية فيه يتشديد الدال، قال بعضهم: ويجوز تخفيفها، وهما لغتان: هدأت الصبي، وأهدأت، كما يقال: كرمت الرجل، وأكرمته.
وقوله: "وقد رأى من فزعهم": يجوز أن تكون "من" زائدة على مذهب الأخفش في زيادتها في الواجب، وأما على مذهب سيبويه في منع ذلك فقد