كتاب الإمام في معرفة أحاديث الأحكام - ت آل حميد (اسم الجزء: 3)
قدر على أحد وجهين: إما: قد رأى فأعظم عليه من فزعهم، أو: رأى من فزعهم ما عظم عليه.
وقوله: "ثم فزع إليها": قال بعضهم: وتقدير "فزع إليها" – إذا كان الفزع بمعنى الذعر –: مما فاته من القيام بحقها وثاب إليها، وإذا كان بمعنى الاستصراخ: أي: رجع إليها.
وقد صحت الإشارة إلى هذا التعليل في حديث مسلم من رواية يزيد بن كيسان، ثنا أبو حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: عرسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليأخذ كل رجل برأس راحلته، فإن هذا منزل حضرنا فيه الشيطان". قال: ففعلنا، ثم دعا بالماء فتوضأ، ثم سجد سجدتين – وفي رواية: ثم صلى سجدتين –، ثم أقيمت الصلاة فصلى الغداة.
وروى أبو داود من حديث معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، محيلا على [حديث] ابن وهب الذي قدمناه، وفيه قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تحولوا عن مكانكم الذي أصابتكم فيه الغفلة".
قال: فأمر بلالا فأذن وأقام فصلى. انتهى هذا المعنى.