كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (اسم الجزء: 3)

وقد يستعار الرِّيح للغلبة نحو: {وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} ، وفى الأَثر: "لولا الريح لأَنتنَ ما بين السّماء والأَرض".
ويقال لمن لا أَصل لكلامه: كلامه ريح فى فسيح وقال:
وثقنا منك بالكرم الصّريح ... فأَقدمنا على الفعل القبيح
فأَرسلْ لى رِياح الفَضْلِ بُشْرًا ... فما بيدىَّ شىءٌ غير ريح
وقد ورد الريح فى القرآن على سبعة أَوجه:
الأَوّل: بمعنى القوّة والدَّولة: {وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} .
الثاني: بمعنى العذاب فى العقوبة: {رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} ، {أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الريح العقيم} ، {رِيحاً صَرْصَراً} .
الثالث: بمعنى نَسَمَاتِ الرحمة: {يُرْسِلُ الرياح بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} .
الرَّابع: بمعنى اللاَّقحات {وَأَرْسَلْنَا الرياح لَوَاقِحَ} .
الخامس: بمعنى مسخَّرات المراكب فى البحار لمنافع السُّفَّار والتُجَّار: {وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ} .

الصفحة 108