كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (اسم الجزء: 3)

لَهُ إِبْرَاهِيمُ} من قولك للرّجل: لئن ذكرتنى لتندمنَّ، وأَنت تريد: بسوءٍ، فيجوز ذلك، قال عنترة بن شدَّاد يخاطب امرأَته:
لاتذكرى فَرَسى وما أَطعمتُه ... فيكونَ جِلْدُك مثلَ جِلْد الأَجرب
أَى لا تعيبى مُهْرى، فجعل الذكر عيباً. وأَنكر أَبو الهيثم أَن يكون الذكر عيبًا، وقال فى قول عنترة: "لا تذكرى فرسى": لا تولَعى بذكره وذكر إِيثارى إِيّاه على عيالى باللَّبن.
وقوله تعالى: {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّآ} معناهُ: ذكر ربك عبده برحمته. وقوله تعالى: {أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً} أَى تذكُّرًا. وقوله تعالى: {لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنَ الأولين} أَى لو جاءَنا ذكر كما جاءَ غيرنا من الأَوّلين. وقوله تعالى: {خُذُواْ مَآ ءاتيناكم بِقُوَّةٍ واذكروا مَا فِيهِ} أَى ادرُسوا ما فيه. وقوله: {واذكروا نِعْمَتَ الله عَلَيْكُمْ} أَى احفظوها ولا تضيِّعوا شُكرها، كما يقول العربىُّ لصاحبه: اذكر حَقىِّ عليك، أى احفظه ولا تضيّعه.

الصفحة 11