كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (اسم الجزء: 3)

الشيطان، هنا عبارة عن الشُّهوة، فإِن كلَّ قوَّة ذميمة تسمى شيطاناً. وقيل: بل أَرَاد برجْز الشيطان ما يدعو إِليه من الكفر والبهتان والفساد.
والرِّجس: الشىءُ القَذِر. يقال: رجل رِجْسٌ، ورجال أَرجاس.
وهو على أَربعة أَوجه: إِمَّا من حيث الطَّبع، وإِمّا من جهة العقل، وإِمّا من جهة الشرع، وإِمّا من كلِّ ذلك، كالمَيتة فإِنَّها تُعاف طبعًا وعقلاً وشرعاً.
والرّجس من جهة الشرع: الخمر والمَيْسِرِ، وقيل: إِنَّ ذلك رِجْسٌ من جهة العقل، وعلى ذلك نبَّه بقوله {وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} لأَنَّ كلَّ ما يزيد إِثمُه على نفعه فالعقل يقتضى اجتنابَه. وجعل الكافرين رجساً من حيث إِنَّ الشرك أَقبح الأَشياء.
وقوله تعالى: {وَيَجْعَلُ الرجس عَلَى الذين لاَ يَعْقِلُونَ} ، قيل: الرّجس: النَتْن، وقيل: العذاب، وذلك كقوله: {إِنَّمَا المشركون نَجَسٌ} .

الصفحة 37