كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (اسم الجزء: 3)

بصيرة فى طعن وطغى وطف وطفق
طَعَنه بالرّمح يَطْعُنه ويَطْعَنْه طَعْنًا، وطَعَنَ فيه بالقول طعْنًا وطَعَنانا، فهو مطعون وطَعِين، من طُعُن. قال تعالى: {وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ} .
وطَغِىَ - كرِضَى - طَغْيًا وطُغْيانًا وطِغْيانًا، وطغا يَطْغو طُغُوّا وطُغْوَانا بضمّهما: جاوز القَدْر، وارتفع، وغلا فى الكفر، وأَسرف فى المعاصى والظُلْم. قال تعالى: {كَلاَّ إِنَّ الإنسان ليطغى} . وقال تعالى: {قَالَ قرِينُهُ رَبَّنَا مَآ أَطْغَيْتُهُ} . والطَغْوَى الاسم منه.
قال تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ} تنبيهًا أَنَّهم لم يصدِّقوا إِذ خُوِّفوا بعقوبة طغيانهم.
وقولُه: {وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ هُمْ أَظْلَمَ وأطغى} تنبيه أَنَّ الطغيان لا يخلَّص الإِنسان، فقد كان قومُ نوح أَطغَى منهم فأُهلكوا.
وقوله: {إِنَّا لَمَّا طَغَا المآء حَمَلْنَاكُمْ} ، استعير الطغيان لارتفاع الماءِ وتَجاوزه الحدّ.

الصفحة 508