كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (اسم الجزء: 3)

يطهّر نفسه من دَرَن الفساد والجهالات والمخالفات. وقوله: {إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} ، قالوا ذلك تَهكّما حيث قال: {هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ}
وقوله: {لَّهُمْ فِيهَآ / أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ} ، أَى مطهَّرات من دَرَن الدّنيا وأَنجاسها. وقيل: من الأَخلاق السيّئة، بدلالة قوله: {عُرُباً أَتْرَاباً}
وقوله: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} قيل معناه: نفسك نزِّهها عن المعايب. وقيل: طهّره عن الأَغيار.
وقوله: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّآئِفِينَ} . حثٌّ على تطهير القلب لدخول السكينات فيه المذكورة فى قوله: {هُوَ الذي أَنزَلَ السكينة فِي قُلُوبِ المؤمنين} .
والطَّهُور، قد يكون مصدرًا على فَعُول فيما حكى سيبويه من قولهم: تطهّرت طَهُورًا، وتوضَّأْت وَضُوءًا، ومثله وَقَدْت وَقُودًا، وقد يكون اسمًا غير مصدر كالفَطُور اسما لما يُفطر به، والسَّحُور، والوَجُور، والسَّعُوط والذَّرُور. وقد يكون صفة كالرّسول، وعلى ذلك قوله تعالى: {وَسَقَاهُمْ

الصفحة 529