كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (اسم الجزء: 3)

بصيرة فى الرخاء والرد
شىءٌ رِخْوٌ - بالكسر - أَى لَيِّن. ومنه اشتقَّت الرُّخاءُ، وهى الريح اللَّيِّنة، يقال: نُقيم فى رَخَاءٍ ونسيمٍ رُخاء.
والردّ: صرف الشىءِ بذاته أَو بحالة من حالاته، يقال: رددته فارتدّ. فمن الرَدّ بالذَّات قوله تعالى: {وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ} . ومن الرَدَّ إِلى حالة كان عليها قوله تعالى: {يَرُدُّوكُمْ على أَعْقَابِكُمْ} ، وقولُه: {وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ} ، أَى لا دافع ولا مانع له. والرد كالرَجْع. ومنهم من من قال: في الردِّ قولان: أَحدهما: ردّهم إِلى ما أشار إِليه بقوله: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ} ، والثَّانى: رَدّهم إِلى الحياة المشار إِليها بقوله: {وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أخرى} ، فذلك نظر منهم إِلى حالتين كلتاهما داخلة فى عموم اللفظ.
وقوله تعالى: {فردوا أَيْدِيَهُمْ في أَفْوَاهِهِمْ} قيل: عَضُّوا الأَنامِلَ غيظاً، وقيل: أَوْمَئوا إِلى السّكوت، فأَشاروا باليد إِلى الفم، وقيل: ردّوا أَيديهم

الصفحة 59