كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (اسم الجزء: 3)

بصيرة فى الرصد والرضاع
وهو اسم للرّاصد وللمرصود، وللرّاصدين والمرصودين، يستوى فيهما الواحد والجمع. وقوله تعالى: {يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً} يحتمل كلّ ذلك.
والمادّة موضوعة للتَّرقّب أَو لاستعدادٍ لِلتَّرقّب، (رَصَد له وتَرَصَّد) وأَرصدته أَنا. وقوله: {إِنَّ رَبَّكَ لبالمرصاد} : إِنَّه لا ملجأ ولا مهرب من الله إِلا إِليه. والمِرصاد والمَرْصَد: موضع الرّصْد. وقوله: {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً} تنبيه أَنَّ عليها مَجَاز النَّاسِ.
رضِع الصّبىُّ أُمّه، ورَضَع - كسمع وضرب - رَضاعًا ورَضْعًا ورَضَاعة، وأَرضعته أُمُّه. وقوله تعالى: {وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تسترضعوا أَوْلاَدَكُمْ} أَى تسوموهنَّ إِرضاع أَولادكم.
ورضُع - ككرم - ورضَع - كمنع - رَضَاعة: لَؤُمَ، فهو راضع ورَضيع. ورَضَّاع: نهاية فى اللُّوْم. وأَصله رجل كان يرضع إِبله لئلا يُسمع صوت حلبه فيُسأَل. وسمّى الثنيّتان من الإِنسان الراضعتين لا ستعانة الطفل بهما فى المسترضع.

الصفحة 76