كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 3)

بالوحي من فوق السماوات السبع، فيمر بها كلها نازلا إلى حيث أمره الله، وهذا صريح بأن الله تعالى فوق السماوات على عرشه، بائن من خلقه، كما قال عبد الله بن المبارك لما قيل له: بم نعرف ربنا؟ قال: "بأنه على عرشه، بائن من خلقه" وهذا قول أئمة الإسلام قاطبة، خلافا للجهمية الحلولية، والفلاسفة، وأهل الوحدة، وغيرهم من أهل البدع، فرحم الله أهل السنة والجماعة، المتمسكين بالوحيين.
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:
" إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق: إن رحمتي سبقت غضبي، فهو عنده فوق العرش "1، وفي حديث العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه الذي رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه: أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر سبع سماوات وما بينهما، ثم قال: " وفوق ذلك بحر، بين أعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال، ما بين أظلافهن وركبهن كما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ظهورهن العرش، ما بين أعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء، والله تعالى فوق ذلك "2.
وفي حديث ابن مسعود، الذي رواه عبد الرحمن بن مهدي، شيخ الإمام أحمد، عن حماد بن سلمة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود، قال: " بين السماء
__________
1 البخاري: التوحيد (7554) , ومسلم: التوبة (2751) , وابن ماجه: الزهد (4295) , وأحمد (2/259 ,2/313 ,2/358 ,2/381 ,2/397 ,2/433 ,2/466) .
2 الترمذي: تفسير القرآن (3320) , وأبو داود: السنة (4723) , وابن ماجه: المقدمة (193) , وأحمد (1/206) .

الصفحة 217