كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 3)

الدنيا والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء إلى سماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله تعالى فوق العرش، لا يخفى عليه شيء من أعمالكم ". والجهمية جحدوا هذه النصوص، وعاندوا في التكذيب، فصاروا بذلك كفارا عند أكثر أهل السنة والجماعة.
وهذا القدر الذي ذكرنا كاف في بيان ما عليه أهل السنة والجماعة، من علو الله تعالى على جميع المخلوقات، واستوائه على عرشه؛ وقد تظاهرت الأدلة من الكتاب والسنة على ذلك; ولو ذهبنا نذكر ما ورد في ذلك، لاحتمل مجلدا، فالحمد لله الذي حفظ على الأمة دينها، في كتابه وسنة رسوله، وبنقل العلماء الذين هم في هذه الأمة كأنبياء بني إسرائيل، وهدانا إلى ذلك؛ فأبطل الله بالعلماء كل بدعة وضلالة، حدثت في هذه الأمة، فيا لها من نعمة، ما أجلها في حق من تلقى الحق بالقبول، وعرفه، ورضي به! نسأل الله أن يجعلنا شاكرين لنعمه، مثنين بها عليه، فله الحمد لا نحصى ثناء عليه، هو كما أثنى على نفسه، وفوق ما يثني عليه خلقه.
فأهل السنة والجماعة عرفوا ربهم بما تعرف به إليهم من صفات كماله اللائقة بجلال الله، فأثبتوا له

الصفحة 218