كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 3)

عن الخوارج أنهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، وأمر بقتلهم; وسبب غلوهم: الجهل بما دل عليه الكتاب والسنة، فأداهم جهلهم، وقصورهم في الفهم، إلى أن كفروا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من السابقين الأولين.
فإذا كان قد جرى في عهد النبوة من يطعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكفر أصحابه، فلا يبعد أن يجيء في آخر هذه الأمة من يقول بقولهم ويرى رأيهم; والذين هاجروا إلينا وبايعونا، ما ندري عن حقيقة أمرهم; وعلى كل حال، إذا عملتم بالتوحيد، وأنكرتم الشرك والضلال، وفارقتم البدع، فلا يلزمكم هجرة عن الوطن والمال، بل يجب عليكم الدعوة إلى الله، وطلب أدلة التوحيد في كتاب الله، وتأمل كلام الشيخ في مصنفاته؛ فإنه رحمه الله بين، وحقق، والسلام.
وأجاب أيضا: وأما قول أهل التأويل للصفات: إن الله تعالى منَزه عن الجهات، فهذه شبهة، أرادوا بها نفي علو الرب على خلقه، واستوائه على عرشه، وقد ذكر استواءه على عرشه في سبعة مواضع من كتابه، قال الله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [سورة البقرة آية: 255] في آية الكرسي وغيرها من القرآن; فأثبت لنفسه العلو بأنواعه الثلاثة: علو القهر والقدرة، وعلو الذات; ومن نفى علو الذات، فقد سلب الله تعالى وصفه، وقد قال

الصفحة 226