كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 3)

قالوا: فشبهه; قال: هل سمعتم أصوات الصواعق، التي تقبل في أحلى حلاوة سمعتموها؟ فكأنه مثله; وروى عبد الله بن أحمد، في كتاب: السنة قال: حدثني محمد بن بكار قال: أخبرنا أبو معشر، عن محمد بن كعب، قال: قال بنو إسرائيل لموسى: بم شبهت صوت ربك، حين كلمك من هذا الخلق؟ قال: شبهت صوته، بصوت الرعد حين لا يترجع.
وأيضا في الصحيحين عن عدي بن حاتم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله يوم القيامة، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا شيئا قدمه، ثم ينظر أشأم منه فلا يرى إلا شيئا قدمه، ثم ينظر تلقاء وجهه فتستقبله النار، فمن استطاع منكم أن يقي وجهه النار ولو بشق تمرة، فليفعل "1، وروى جابر بن عبد الله، قال لما قتل عبد الله بن عمرو بن حرام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا جابر ألا أخبرك ما قال الله لأبيك؟ قال: بلى، قال: وما كلم الله أحدا إلا من وراء حجاب، وكلم أباك كفاحا، قال يا عبد الله، تمن علي أعطك، قال: يا رب، تحييني فأقتل فيك ثانية، قال: إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون، قال: فأبلغ من ورائي، فأنزل الله عز وجل: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} 2") رواه ابن ماجه وغيره; ففي هذين الحديثين ما يبطل دعوى مدعي المجاز، ويدحض
__________
1 أحمد (4/377) .
2 الترمذي: تفسير القرآن (3010) , وابن ماجه: المقدمة (190) .

الصفحة 236