كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 3)

صحابي، أو إمام مرضي، أن الله لم يتكلم، أو أنه يتكلم مجازا، أو أن كلامه مخلوق، أو أنه لا يتكلم بحرف وصوت، ولن تجدوا إلى ذلك سبيلا؛ فرحم الله من عقل عن الله، ورجع عن المعقول الذي يخالف الكتاب والسنة، وقال بقول أهل السنة، وترك دين جهم وشيعته؛ جعلنا الله سبحانه ممن هدى إلى صراطه المستقيم، ووفقنا لاتباع رضى رب العالمين، والاقتداء بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والسلف الصالحين، والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
[قول شراح عقيدة الشيباني على قول الناظم وخص موسى ربنا بكلامه]
وسئل الشيخ: عبد الله أبا بطين، قدس الله روحه، عن قول بعض شراح عقيدة الشيباني على قول الناظم:
وخصص موسى ربنا بكلامه على الطور ناداه وأسمعه الندا
قال الشارح:
خص الله موسى بتكليمه على الطور، وأسمعه نداءه، إذ لم تكن لموسى جهة يسمع منها الكلام، ولا يرى منها النار، أو سمع في الوادي المقدس كلاما بلا حرف ولا صوت، ونارا لا في جهة محدودة، وإنما يعرف ذلك أهله، وأما غير أهله فلا يدري كيف ذلك.
وقال على قول الناظم: ومنه بدا قولا قديما، وإنه ... إلخ. أي: وهو منه، أي: من الرحمن بدا، قولا، أي: قاله في القدم، حيث لا أكوان ولا أزمان، ويعود إليه كما بدأ منه، وهذه الحروف والأصوات التي تعبر عن

الصفحة 255