كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 3)

الباء على الظرفية، أشبه قول الحلولية، وربما يظن أنه لعجميته، يعبر عبارات لا يعرف معناها; لكن سمعت أنه قد شرع في وضع حاشية على النونية، ولا يتنزل لذلك إلا من يدعي تمام المعرفة; وحكي عنه، أنه يقول: مرادي بالجهات جهات التوحيد الثلاث; وهي: توحيد الربوبية، والإلهية، والأسماء والصفات; وهذا بعيد من كلامه، لأن هذه تسمى أنواعا، لا جهات.
وبكل حال: فظاهر كلامه يخالف ما عليه أهل السنة والجماعة; لكن ينبغي: أولا إحضاره، ويبين له ما في كلامه مما ظاهره خلاف الحق، وتبين له الأدلة الشرعية على خلاف ما توهمه في كلامه; فإن اعترف فهو المطلوب، والحمد لله; وفي كلامه من العيب والركاكة كثير، كقوله: لا شريك له في الذات، ولا في الصفات; فنفى الشركة في الذات، ولم يقل أحد من بني آدم إن لله سبحانه شريكا في ذاته، حتى يحتاج إلى نفي ذلك; وإنما يقول أهل الحق: لا شبيه له في ذاته ولا في صفاته، ردا لقول المشبهة; فقوله: لا شريك له في ذاته، يدل على قلة معرفته في هذا الباب; وكذلك قوله: لا شريك له في الملك، فضلا عن الملكوت; فأشار بقوله: فضلا عن الملكوت إلى بعد ما بينهما; وقد ذكر العلماء: أن الملكوت هو الملك، وإنما زيدت التاء للمبالغة في التعظيم.
وكذلك قوله في إعراب: لا إله إلا الله، من قبيل

الصفحة 268