كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 3)

استثناء الجزء من الكل، فجَعْل استثناء الاسم الكريم، من نوع استثناء الجزئي، غلط; بل الجزئي مقابل الكلي وقسيمه، لا قسم منه; فالكلي ما اشترك في معناه كثيرون، كالإنسان والحيوان; والجزئي: يراد به أسماء الأعلام، كزيد وعمرو; والاسم الكريم، أعرف المعارف، كما قاله سيبويه وغيره; وكذلك قوله في إعراب: لا إله إلا الله، إنه كقولنا: لا شمس إلا الشمس; لأن قول القائل لا شمس إلا الشمس، لفظ لا فائدة فيه; وأيضا: فاسم الشمس من الألفاظ الكلية، لقولهم في تعريف الكلي: إن ما لا يمنع تصور معناه من وقوع الشركة فيه، فهو الكلي، سواء وقعت فيه الشركة كالإنسان، أم لم تقع وأمكنت، كالشمس، أو استحالت كالإله، فإن استحالة ذلك للأدلة القاطعة عليه.
فجعله الاسم الكريم، الذي هو أرفع الأعلام، وأعرف المعارف، مثل الشمس التي هي من الألفاظ الكلية، غلط; بل الموافق لقولنا: لا شمس إلا الشمس، قول القائل: لا إله إلا الإله، وهذا اللفظ مع الإطلاق، لا يستفاد منه توحيد الإلهية لله رب العالمين; هذا وكثير من كلامه، كما يقال: جعجعة بلا طحن! نسأل الله: أن يهدينا وإياكم، وجميع المسلمين، صراطه المستقيم.
[جواب أبا بطين على قول من قال في قول الخضر لموسى: ما نقص علمي وعلمك من علم الله]
وسئل أيضا: الشيخ عبد الله أبا بطين عن قول من قال في قول الخضر لموسى: ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كما نقص هذا العصفور من البحر ; وقال: إن

الصفحة 269