كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 3)

سئل الشيخ: عبد الله أبا بطين، عن حديث: " لو أن أحدكم أدلى بحبل لهبط على الله "1؟
فأجاب:
حديث: " لو أن أحدكم أدلى بحبل لهبط على الله "2 رواه الترمذي من رواية الحسن عن أبي هريرة. وللشيخ تقي الدين رحمه الله على هذا الحديث كلام طويل، قال: فإن كان ثابتا، فقوله: " لو أن أحدكم أدلى بحبل لهبط على الله "3 إنما هو تقدير مفروض، أي: لو وقع الإدلاء، لوقع عليه، لكنه لا يمكن أن يدلي أحد على الله سبحانه وتعالى شيئا، لأنه عال بالذات، وإذا هبط شيء إلى جهة الأرض، وقف في المركز من الجزء ... إلى أن قال: فكما أن ما يهبط إلى جوف الأرض يمتنع صعوده إلى تلك الناحية لأنها عالية، فترد الهابط بعلوها، كما أن الجهة العليا من عندنا ترد ما يصعد إليها من الثقيل، فلا يصعد الثقيل إلا برافع يرفعه يدافع به ما في قوته من الهبوط، فكذلك ما يهبط من أعلى الأرض إلي أسفلها وهو المركز، لا يصعد من هناك إلى ذلك الوجه إلا برافع يرفعه، يدافع به ما في قوته من الهبوط إلى المركز؛ فإن قدر أن الرافع أقوى، كان صاعدا به إلى الفلك من تلك الناحية، وصعد به إلى الله.
وإنما يسمى هبوطا: باعتبار ما في أذهان المخاطبين، من أن ما يحاذي أرجلهم، يكون هابطا، ويسمى هبوطا، مع
__________
1 الترمذي: تفسير القرآن (3298) .
2 الترمذي: تفسير القرآن (3298) .
3 الترمذي: تفسير القرآن (3298) .

الصفحة 272