كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 3)

إحاطة الخالق تعالى، كما بين أنه يقبض السماوات، ويطوي الأرض، ونحو ذلك، مما فيه بيان إحاطته بالمخلوقات.
ولهذا قرأ في تمام هذا الحديث {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [سورة الحديد آية: 3] ، وهذا كله كلام على تقدير صحته، فإن الترمذي لما رواه قال: وفسر بعض أهل العلم بأنه هبط على علم الله; ثم قال الشيخ: وتأويله بالعلم، تأويل ظاهر الفساد; قال: وبتقدير ثبوته، يكون دالا على الإحاطة، والإحاطة قد علم أن الله قادر عليها، وعلم أنها تكون يوم القيامة، بالكتاب والسنة; فليس في إثباتها في الجملة ما يخالف العقل ولا الشرع، لكن لا نتكلم إلا بما نعلمه، وما لا نعلم أمسكنا عنه.
[جواب أبا بطين على حديث إن لله تسعة وتسعين اسما]
وله أيضا، رحمه الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين، إلى الإخوان: محمد آل عمر، وصالح آل عثمان، ومحمد آل إبراهيم، ثبتهم الله على الإسلام، ووفقهم للتمسك بسنة سيد الأنام، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد: فموجب الخط إبلاغ السلام، والوصية بالتمسك بما من الله به عليكم من معرفة التوحيد الذي هو حق الله على العبيد؛ فاعرفوا حق هذه النعمة، وتواصوا بالصبر، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم، ممن إذا أنعم عليه شكر، وإذا ابتلي

الصفحة 274