كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 3)

صبر، إذا أذنب استغفر.
وما سألتم عنه من معنى، قوله صلى الله عليه وسلم: " إن لله تسعة وتسعين اسما، من أحصاها دخل الجنة "1، فقد ذكر ابن القيم رحمه الله، ما معناه: إن الإحصاء يتناول ثلاثة أمور: الأول: حفظها; الثاني: معرفة معانيها; الثالث: اعتقاد ما دلت عليه، والعمل بمقتضاه.
وأما معنى محاجة آدم موسى عليهما السلام، ولوم موسى لآدم، فذكر شيخ الإسلام وغيره أن لوم موسى لآدم إنما هو على المصيبة التي لحقت الذرية بسبب الذنب; وآدم إنما احتج بالقدر على المصيبة، لا على الذنب.
يوضح ذلك أنه لو جاز الاحتجاج بالقدر على الذنب، وأنه حجة صحيحة، لكان حجة لإبليس وجميع العصاة، وهذا باطل بدلائل الكتاب والسنة، بإجماع أهل الحق من الأمة، والله سبحانه أعلم.
[رسالة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن إلى ابن عون جوابا لأوراق وردت من عمان]
قال الشيخ عبد اللطيف، بن عبد الرحمن بن حسن، قدس الله روحه، ونور ضريحه، ما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد اللطيف بن عبد الرحمن، إلى الأخ المكرم: محمد بن عون، سلمه الله تعالى، وأعانه على ذكره وشكره، ووفقه للجهاد في سبيله، ومراغمة من تجهم، أو نافق، أو ارتد، من أهل دهره وعصره; سلام عليكم ورحمة الله وبركاته; وبعد: فنحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
__________
1 البخاري: الشروط (2736) , ومسلم: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2677) , والترمذي: الدعوات (3508) , وابن ماجه: الدعاء (3860) , وأحمد (2/258 ,2/267 ,2/427 ,2/499 ,2/503 ,2/516) .

الصفحة 275